Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“OTV” المسائية ليوم الثلثاء في 25/08/2020

سعد الحريري خارج السباق إلى السراي الحكومي. ولكن، ما هو البديل؟
هل هو مرشح آخر، سيتم التوافق على تسميته خلال مهلة معقولة، أم هو تمديد لا معقول لتصريف الأعمال، في ظل ما تواجهه البلاد من أزمات؟
في انتظار الجواب، لم ينكر أحد يوما، ولا ينكر أحد اليوم، أن تيار رئيس الحكومة السابق هو الأوسع تمثيلا على الساحة اللبنانية السنية، وهو ما أكدته نتائج ثلاث عمليات انتخابية نيابية متتالية، في الأعوام 2005 و2009 و2018، بغض النظر عن الموقف من الظروف السياسية والعاطفية والمالية والقانونية التي أحاطت بالاستحقاقات المذكورة، وتأثيرها في النتائج.

وانطلاقا من الصفة التمثيلية تلك، كان التفاهم الوطني عام 2016 ضرورة، على أمل إرساء تعاون سياسي بناء، يقي لبنان حر أزمات الإقليم، ويتدارك الاندفاعة السريعة نحو الهاوية الاقتصادية والمالية بفعل ثلاثين عاما من الخطايا والأخطاء.
غير ان رياح الممارسة لم تجر كما اشتهت سفن التفاهم. فكان التردد في السير بالمشاريع، والإحجام عن خوض غمار الإصلاح، ليكون ما كان في السابع عشر من تشرين الأول 2019.
يومها، كل التسهيلات قدمت كي لا يستقيل الحريري، وكل الإيجابية تم إبداؤها حتى يعود مجددا إلى التكليف والتشكيل، لكن بلا عودة إلى منطق الاستئثار. أما هو، فاختار يومها التخلي عن المسؤولية، محاولا إلقاء اللوم على الآخرين في تعطيل المشاريع وتعثر الإصلاح. أما النتيجة السياسية، فتكليف الرئيس حسان دياب، في محاولة لمواجهة التحديات، أحبطها التحريض الممنهج في الداخل والخارج، قبل أن تتلقى الحكومة ضربة قاضية بفعل تداعيات انفجار المرفأ.
اليوم، تمنى الحريري في بيان سحب اسمه من التداول في شأن التسمية لرئاسة الحكومة الجديدة.

فلنضغ جانبا ما ورد في النص من اتهامات سياسية وكلام مغلوط. فالوقت ليس وقت ردود وسجالات أو حتى شماتة… الأساس اليوم هو الإنقاذ، والتعاون الإيجابي بين جميع اللبنانيين في سبيل تحقيق هذا الهدف، والأجدى أن نركز على الفقرة الأخيرة من بيان الحريري، التي جاء فيها حرفيا ما يلي: سنسمي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولي تشكيل حكومة تضمن نجاح هذه الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام بلدنا، كما سنراهن أن تكون هذه الحكومة قادرة شكلا ومضمونا على القيام بهذه المهمة، لنتعاون معها في المجلس النيابي لتحقيق إعادة إعمار بيروت وتنفيذ الإصلاحات اللازمة وفتح المجال أمام أصدقائنا في المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان إنسانيا واقتصاديا وماليا واستثماريا.

وفي الموازاة، كان تكتل لبنان القوي يجدد اعتبار المبادرة الفرنسية والاهتمام الدولي المستجد فرصة لمساعدة لبنان، مؤكدا أن على اللبنانيين ملاقاتها بجهد مشترك وحوار مفتوح من دون عقد وبالتخلي عن الأنانيات والمصالح السياسية لإيجاد التفاهمات اللازمة لولادة الحكومة والالتزام ببرنامجها الاصلاحي. كما رأى التكتل في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنتظرة بمناسبة مئوية لبنان الكبير فرصة ليجدد اللبنانيون هذه المئوية بإظهار رغبتهم في اطلاق مسار وطني سياسي عبر حوار جامع يؤدي الى حل كل المشاكل الخلافية والاتفاق على اصلاح النظام الحالي دستوريا وسياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا… مع الاشارة الى ان الحدث المحلي الأبرز اليوم، كان زيارة وزير الخارجية القطرية للبنان، معلنا من بعبدا أن الدوحة كانت بصدد التحرك لإنقاذ لبنان اقتصاديا قبل انفجار المرفأ، وأن هذا الجهد سيستمر.