دايفيد شينكر أرجأ زيارته للبنان، لكن “ماكرون راجع” في الأول من أيلول.
قصر الإليزيه حسم الجدل… أما الجدل اللبناني حول التكليف والتأليف، فينتظر حسما للتفاهم الداخلي على وجوب توحيد الجهود للاستفادة من الفرصة الدولية المتاحة، بتحقيق الإصلاحات اللازمة لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والمالية، الناتجة عن ثلاثين عاما من الإخفاق.
واليوم، لفتت مصادر مطلعة على المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة عبر الأوتيفي، الى ان الاستشارات النيابية الملزمة قد تتم إما في نهاية الأسبوع الجاري أو في بداية الأسبوع المقبل، وأشارت إلى أن على الفريق السني الأقوى، أي تيار المستقبل وسعد الحريري، أن يتحملا مسؤولية المبادرة الى اقتراح أسماء يتم التوافق على أحدها لتشكيل الحكومة الجديدة مع رئيس الجمهورية بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي والكتل. وكشفت المصادر بالقول أن هناك أسماء جيدة من المجتمع المدني، يتم البحث في احتمال أن يكون أحدها على رأس الحكومة وأن يتولى بعضها آخر حقائب وزارية فيها.
وفي انتظار معرفة موقف الحريري، من الواضح أن تطورات الأيام القليلة الماضية سياسيا، أكدت ما يلي:
أولا: لا تكرار للتجارب الفاشلة، فالمطلوب في هذه المرحلة حكومة فاعلة ومنتجة، بغض النظر عن الأسماء.
ثانيا: لا صدقية لاتهام الرئيس ميشال عون بمخالفة الدستور في موضوع الاستشارات الملزمة على المنوال الذي جرى عشية تكليف الرئيس حسان دياب، ذلك أن رئيس الجمهورية بموجب الدستور هو شريك أساسي في عملية التشكيل التي لا تتم من دون توقيعه، وهو في كل الأحوال لن يتأخر في الدعوة إلى الاستشارات، أو إرجائها متى لزم الأمر، بهدف تسهيل التفاهم، لأن الهدف هو الوصول إلى نتائج، وليس فقط الشكليات.
ثالثا وأخيرا، السقوط المدوي يوما بعد يوم لمقولة “كلن يعني كلن” ومنطق مساواة الفاسد ومن يغطيه بمن أفنى عمره في مكافحة الفساد، ولعل في الاصرار على بلوغ التحقيق الجنائي خواتيم التنفيذ السعيدة من جانب رئيس البلاد، أحد الأدلة اليومية إلى أنه يبقى رأس الحربة، فيما بعض الآخرين يتفرجون.
إشارة أخيرة، إلى أن الرئيس عون الذي ترأس اليوم اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، أكد مساء أن إعادة فتح المطاعم والمقاهي هي امر حيوي لقطاع السياحة والخدمات، لكن تبقى صحة اللبنانيين هي الاساس. وأضاف: نتابع عن كثب مناقشات لجنة مكافحة الكورونا مع القطاعات الاقتصادية المعنية للتوصل الى إجراءات اعادة العمل في هذا القطاع وفق شروط صحية صارمة.