قبل يومين من موعد الاستشارات النيابية الملزمة، التي يفترض أن ينتج عنها اسم يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، الشريك في توقيع مرسوم التأليف، والكتل النيابية التي يفترض أن تمنح الحكومة الثقة، التمنيات والتخيلات والإشاعات تتقدم على الوقائع والحقائق والمعلومات.
سياسي يرمي اسما من هنا، وصحيفة تتداول اسما من هناك، ومواقع الكترونية تتبنى اسما من هنالك، فيما مواقع التواصل وأصحاب حساباتها يتناقلون ويروجون ويسوقون “عالعمياني”.
في كل الأحوال، الأهم من شخص رئيس الحكومة وحتى من أعضائها، أن يكون اللبنانيون على موعد مع حكومة فاعلة ومنتجة وقادرة على القيام بالمطلوب المعروف، ليس فقط لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة، بل لتحقيق الإصلاحات الجذرية التي طالما نادى بها رئيس الجمهورية وناضل في سبيلها، من قصر بعبدا وقبله من الرابية، وقبل الاثنين خلال سنوات المنفى الطويلة والقتال الأطول من أجل لبنان.
ونشير في هذا الاطار، إلى أن الرئيس العماد ميشال عون يوجه في تمام الثامنة والنصف من مساء غد الأحد، رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة مئوية لبنان الكبير، تليها مقابلة يجريها معه الإعلامي ريكاردو كرم من وحي المناسبة، على أن يتطرق خلالها أيضا إلى ملفات الساعة.
وفي غضون ذلك تتوالى التحضيرات لاستقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في زيارته الثانية للبنان خلال أقل من شهر، وسط تعويل داخلي على الدفع الدولي في سبيل مساعدة لبنان على تجاوز مرحلة قد تكون من الأكثر صعوبة في تاريخ لبنان الكبير.
وفي هذا الاطار، قررت الهيئة السياسية ل”التيار الوطني الحر” اعتماد مبادرة وطنية إصلاحية، اقتصادية وسياسية، شاملة ومتكاملة لتكون على مستوى ذكرى مئوية لبنان الكبير، على أن تتقدم بها إلى رئيس الجمهورية وضيف لبنان الرئيس الفرنسي وتعلنها لكل اللبنانيين.
وفيما أعلن حزب “القوات”، على لسان أكثر من نائب، عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، يتأرجح الموقف “الاشتراكي”. أما بالنسبة إلى ثنائي “حزب الله”- حركة “أمل”، فالأنظار شاخصة إلى كلمتي السيد حسن نصرالله اليوم وغدا في ذكرى عاشوراء، وإلى موقف الرئيس نبيه بري الاثنين في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه.
أما تيار “المستقبل” وتجمع رؤساء الحكومات السابقين، فيكشفان موقفيهما من التسمية فجر الاثنين، على ما أعلن اليوم رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة.