IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاربعاء في 02/09/2020

تفاؤل حر، أو تشاؤم مفرط.

بين هذين التوصيفين يمكن توزيع الغالبية الساحقة من اللبنانيين اليوم، غداة مغادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعشية وصل مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر.

التفاؤل الحر، مرده إلى التصميم الفرنسي على مساعدة لبنان، وإلى الموقف الأميركي غير السلبي الذي عبر عنه بوضوح اليوم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بالقول: “إننا نعمل مع الفرنسيين في لبنان، ولدينا نفس الأهداف”.

وهذا الدفع الدولي، معطوفا على المواقف المعروفة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هما الأملان الوحيدان المتبقيان كي لا تحل كارثة أكبر، كما حضر اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، طارحا فكرة المداورة، وعدم التمسك بوزارة الطاقة، في مقابل تكرار آخرين التشبث بمفاهيم ومكتسبات وحصص.

واليوم أيضا، أعرب الرئيس عون عن ارتياحه لنتائج زيارة نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، معتبرا ان “ما اعلنه الرئيس الفرنسي من مواقف، يدل على الاهتمام الي يوليه للوضع في بلدنا، ويؤكد التزامه المساعدة من اجل إيجاد الحلول المناسبة للازمات المتتالية التي يرزح لبنان تحت عبئها”.

وابلغ الرئيس عون زواره أنه لمس من الرئيس ماكرون “استعدادا لتليل العقبات التي يمكن ان تواجه العمل من اجل تطبيق الإصلاحات الضرورية في لبنان، ومتابعة مسيرة مكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، وغيرها من الإجراءات التي تضع لبنان على سكة الحلول الفعلية للوضع الاقتصادي، والتي من شأنها استعادته ثقة المجتمع الدولي به وبارادة التغيير في الأداء والممارسة داخل مؤسسات الدولة واداراتها”.

واعتبر ان “اعلان الرئيس ماكرون عن انعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان في منتصف شهر تشرين الأول المقبل، يعكس الإرادة الفرنسية خصوصا والأوروبية عموما، في توفير الدعم اللازم للبنان للخروج من ازماته الراهنة”، لافتا الى ان الرئيس ماكرون “تصرف كصديق حقيقي للبنانيين”، والمواقف التي اطلقها لا يمكن اعتبارها تدخلا في الشؤون الداخلية اللبنانية، بل تعكس إرادة حقيقية لمساعدة بلد تربطه بفرنسا علاقات قديمة متجذرة عبر التاريخ.

وأكد الرئيس عون ان “اندفاعة الرئيس ماكرون تجاه لبنان، يجب ان يقابلها عزم لبناني صريح على مساعدة أنفسنا، وتشكيل حكومة قادرة وشفافة في أسرع وقت ممكن، للبدء في اتخاذ خطوات إصلاحية فورية تسهم في اطلاق عملية انقاذ لبنان وتقديم الدعم الدولي له”.

مشددا على أن “مسؤولية جميع الأطراف السياسية في لبنان، الالتزام بدعم هذه الفرصة المتاحة لهم اليوم، للاستفادة من رغبة أصدقاء لبنان في العالم بمساعدته.

برهن اللبنانيون انهم راغبون بمساعدة أنفسهم، واسقاط التناحر السياسي، والحسابات الشخصية الضيقة جانبا، ولكن لا يكون الا من خلال التوحد خلف برنامج يحظى بدعم دولي ويكون بداية الطريق المؤدية الى الخروج من هذه المراوحة التي نعيشها”.

أما التشاؤم المفرط الذي يعبر عنه بعض اللبنانيين، فمرده إلى التجارب السابقة، وآخرها مع حكومة الرئيس حسان دياب.

فاليوم، لا نزال نردد الكلام الجميل، فيما الأفعال الإنقاذية مرتقبة ومأمولة، ولكنها ليست مضمونة، على حد تعبير هؤلاء.

أي فئة من اللبنانيين سيثبت أنها على حق؟ وحدها الأيام ستصدر الأحكام بما تحمله من فاعلية وإنتاج وإصلاح، أو بما تجتره من فشل وكسل وفساد مستمر.