شهر بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، والبحث عن العدالة مستمر بين الركام: ركام كارثة يوم الرابع من آب، وركام مأساة سنوات ثلاثين أمعنت فيها منظومة متكاملة في منع قيام دولة، والحؤول دون نشوء مؤسسات فاعلة، تمنع تكرار المصائب، التي لا يدفع ثمنها في المحصلة إلا المواطن اللبناني المسكين، وذنبه الوحيد، التمسك بلبنان ورفض الهجرة، والإصرار على مواجهة الأزمات السياسية والمالية والمعيشية المتوارثة بالبقاء على أرض الوطن.
شهر بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، والتحقيق مستمر، محليا، وبدعم دولي، واليوم شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الذي زار لبنان للمشاركة في يوم الصلاة الصوم الذي أعلنه البابا فرنسيس من أجل لبنان، شدد على ان التحقيقات مستمرة والعدالة ستطبق على كل متسبب او مهمل، وهذا حق اللبنانيين الذين وحدتهم الكارثة وجمعهم الامل.
شهر بالتمام والكمال على انفجار المرفأ، لكن محاولات الاستثمار السياسي لدماء اللبنانيين وأوجاعهم مستمرة.
فصحيح ان محاولة اسقاط الدولة بمؤسساتها الدستورية فشلت، واننا اليوم امام فرصة جديدة للبنان إذا أحسن اللبنانيون التصرف هذه المرة، إلا أن محاولة التصويب السياسي في اتجاه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر يبدو أنها لن تتوقف، وآخر تعبيراتها على المستوى الحكومي، الترويج بأن الرئيس عون والنائب جبران باسيل يسعيان إلى تعويم نفوذهما في الحكومة المقبلة، على حد تعبير بعض الأقلام.
وهنا تسأل مصادر معنية عبر الـ OTV، ماذا يمكن أن يقدم اكثر من احتمال عدم المشاركة في الحكومة؟ وماذا يمكن أن يعلن أكثر من التسهيل إلى أقصى الحدود؟ وهل مرد هذه الحملة المتجددة هو الفشل الذريع في المشروع السياسي الكبير الذي كان معدا للبنان؟ وماذا عما سمعه البعض من دايفيد شينكر في اليومين الماضيين؟ أسئلة للتفكير في الآتي من الأيام، حتى لا تؤدي الحملات هذه المرة، اغراضها السياسية المكشوفة.