IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 06/09/2020

من جبران خليل جبران تعلمنا: “ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر. ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة”.

ومع ميشال عون رددنا: ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها”.

أمس قلنا: “ويل لأمة يفضل بعض سياسييها أن يموت شعبهم من العطش، حتى لا يقال إن خصمهم في السياسة نجح في بناء سد. ويل لأمة يتمادى بعض مسؤوليها في تجاهل صوت الشعب، ومحاولة الضحك على المجتمع الدولي، فيسايرون مطلب التدقيق الجنائي في العلن، ثم يحاولون إفراغه من مضمونه في السر، بالاعيب مفضوحة، وحرتقات كان ينبغي أن يوضع لها حد نهائي منذ زمن بعيد. ويل لأمة تشغل بالها إشاعة وتضيع وقتها كذبة، ولا يتكلف بعض أبنائها عناء البحث عن الحقيقة قبل إصدار الأحكام”.

أما اليوم، فنضيف: ويل لأمة تعرف أن ما تراه ضلال وما تسمعه دجل، لكن بعض شعبها يصر على اعتبار الضلال صحيحا، والدجل حقيقة.

ويل لأمة لا تقرأ التاريخ، وإذا فعلت، قرأته بعين واحدة، فحفظت شيئا، لكن غابت عنها أشياء.

ويل لأمة تنسى مسار بعض سياسييها أو تتناساه، أو يستسلم بعض أبنائها لغسل الدماغ، فتقبل من الفاسد أو ممن غطى الفساد أن يطالب بالإصلاح، ومن المرتكب المحكوم أو المعروف، أن ينادي بالعدالة. ويل لأمة يعظ بعض قادتها الناس بحرية القرار، فيما عمرهم في السياسة مجرد ولاءات خارجية متنقلة ومتلاحقة من مرحلة إلى مرحلة، بين عدو وأكثر من شقيق وصديق.

ويل لأمة لا تنظر إلى السارق في عينه، وتقول له: أنت سارق،…وإلى القاتل أيضا في عينه، لتقول له بشجاعة: أنت قاتل، قتلت أبطالنا، قتلت شبابنا، قتلت آباءنا وأمهاتنا وأطفالنا، وقتلت أحلامنا، قتلت تفاهماتنا ومصالحاتنا ووحدتنا، واليوم، أنت تقتل أملنا ومستقبلنا والحقيقة.

ويل لأمة المجرم فيها يحاضر بالعفة، أما البريء النقي الصادق فعليه تصوب السهام، ومن نصيبه يكون التجريح.

ويل لأمة لا تسامح على خطأ مرة ومرتين، بل عشر مرات. لكن ويلها الأكبر إن سامحت ألف مرة من دون أن يتعظ الجاني أو يستخلص العبرة، وظلت تسامح من دون أن تصدر في حقه أقسى أحكام السياسة والضمير.