بدأ هذا الأسبوع بمواقف نوعية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أبرزها ان الحملة على العهد سببها السباق إلى رئاسة الجمهورية، بما معناه ان الافتتاح المبكر للاستحقاق الرئاسي هو استهداف مبكر للعهد الذي لن يقبل سيده بأي ضغوط أو ابتزاز في تشكيل الحكومة العتيدة التي هي بمثابة مفتاح المرحلة المقبلة.
الرئيس عون كان واضحا أكثر من مرة انه لا يهادن ولا يساوم في أمور مسلمات أبرزها المعيار الواحد في التشكيل ورفض إقصاء أو إلغاء أو إبعاد أحد. لا حكومة أكثرية ولا حكومة أمر في حسابات الرئيس، لكن لا تراجع ولا تسويات ملغومة ولا مخارج طوارىء في اللحظة الأخيرة.
رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يلاقي الرئيس عون في موقف بارز هذا الأسبوع باسم تكتل “لبنان القوي”، يرفض فيه “أي حكومة” وابتزاز العهد بحجة وجوب تشكيل حكومة لتولد الحكومة معطلة، أي بما معناه حكومة بما اتفق وبمن حضر تشبه حكومة العجلة الآن والندامة لاحقا، ملوحا إلى خطوات لفك أسر لبنان من الاعتقال السياسي الذي نحن فيه.
ما سبق لا يعني ان الطريق مسدود، فالرئيس عون جدد ثقته بالرئيس المكلف، واعتبر ان لا شائبة مع المملكة العربية السعودية، والخطوط مفتوحة بين بعبدا و”بيت الوسط”، والوزير باسيل التقى الحريري، والكلام عن خروج الحكومة إلى النور لم يعد ضربا في الرمل ولا قراءة في الغيب، بل مسارا يمكن ان يفضي إلى خواتيم مريحة ينتظرها اللبنانيون.
العقدة باتت معروفة المصدر، لكن صاحبها يحتاج إلى حل عقدة أصعب وهم يكبر وحمولات تزداد في علاقته مع الشقيقة التي حرث الطريق إليها لسنوات بمعسول الكلام، قبل ان ينقلب على الشام ثم يعود إليها ثم يهاجمها.
لا شيء يوحي بالتشكيل في الأيام المقبلة وربما بعد العيد- عيد الأضحى لناظره قريب. وبالانتظار 3 خطابات منتظرة: الأول للسيد نصرالله في ذكرى انتصار تموز في 14 آب، والثاني للرئيس نبيه بري في مرور أربعين عاما على اخفاء الامام الصدر ورفيقيه، والثالث لرئيس حزب “القوات” سمير جعجع في 16 أيلول في ذكرى شهداء المقاومة.
في هذا الوقت، وبعيدا عن السجالات والتأويلات والمناكفات، خطوة بارزة ونقلة نوعية للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، حملته إلى ايران الأسبوع الماضي التقى فيها المعتقل نزار زكا بتهم تجسس كما تقول طهران. الخطوة بحد ذاتها مؤشر إلى حصول تطور ايجابي في هذه القضية في وقت ليس ببعيد، كما تقول معلومات ال otv، كتتويج لوساطة اللواء ابراهيم على خط ثلاثي الأبعاد.