هيك “مش ظابطة”.
“مش ظابطة” ان يبقى من تحكموا برقاب اللبنانيين لعقود على حالهم وعاداتهم.
“مش ظابطة” ان تواظب طبقة سياسية بأغلبيتها الساحقة على نظام المحاصصة الذي اعتمدته منذ تسعينيات القرن الماضي، والذي ينم عن تشويه مفتعل لمبدأ مراعاة التوازنات ومقتضيات الوفاق.
“مش ظابطة” اتهام الاصلاحيين الفعليين بالعرقلة تحت شعار “رجعت حليمة لعادتها القديمة”، وكلنا يعرف من هي حليمة الحقيقية وما هي عاداتها القديمة-الجديدة المخزية التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم،…علما ان تزوير الحقائق يبقى اساس العمل المتواصل في محاولة يائسة لانهاء حالة لبنانية بات عمرها يفوق الثلاثين عاما، وهنا ايضا نقول “مش ظابطة”.
وفي تعداد ما هو “مش ظابط” لا يغيب عن احد ان في البلاد اليوم وضعا معيشيا ضاغطا نتيجة تدهور اقتصادي ومالي ينذر بكارثة اكبر فيما لو تراخى المعنيون بالمعالجات التي تتطلب حسما لنهج المناورات السياسية وانهاء لاسلوب العرقلة الذي لم يجلب للبنانيين سوا الأزمات المتوالدة…
الأساس اليوم انقاذ الوطن وليس الدخول في الزواريب التي تصر عليها قوى وأحزاب معروفة، اعتمدت منطق التضليل في المقاربة والممارسة، فالمطلوب هو الاستفادة من الدفع الدولي وتجييره باتجاه الشعب اللبناني ومصالحه وليس باتجاه جهات تحاول جاهدة تضييع الوقت عبر الاستثمار بسياساتها السابقة.…
نحن في مرحلة التشاور مع الرئيس عون “ وان شالله خير” مختصر الحركة الحكومية هذا اتى على لسان الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي استبق المواعيد المطروحة صحفيا متوجها الى بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وفي المضمون الحكومي وعلى عكس ما روج له البعض ممن باتوا معروفي الهوية السياسية والاخلاقية، من اتجاه لدى اديب للاعتذار تحت حجج واهية مصوبين على رئيس البلاد، ها هو أديب يكمل مسيرته غير آبه سوى بانتاج تشكيلة متجانسة منتجة وقادرة على تطبيق الاصلاح بما يتماشى مع تطلعات اللبنانيين التي يصر رئيس الجمهورية منذ سنوات على السير بها مهما كلف الامر.
وأمام الدفع الرئاسي الذي يحارب ركائز الدولة العميقة الفاسدة منذ ما يقارب الاربعة اعوام، يبقى ان اللبنانيين مصرون اكثر من اي يوم مضى على وضع حد لمنظومة الفساد التي ارستها مرحلة ما بعد الطائف، انطلاقا من قاعدة “هيك مش زابطة” ومن حقيقة اننا “اذا كملنا هيك، مش رح تزبط”، بأي شكل من الاشكال.