كثيرون يتمنون لها الموت، لكنها حية ترزق.
إنها المبادرة الفرنسية التي بلورها على أرض لبنان، الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارتين متتاليتين بعد انفجار المرفأ، خرج بعدهما بتصور واضح، وافق عليه الأفرقاء اللبنانيون الذين التقاهم في قصر الصنوبر، لخارطة طريق تخرج البلاد من أزمة السنوات الثلاثين، التي انفجرت بعد السابع عشر من تشرين.
المبادرة الفرنسية حية، لكن الساعين إلى قتلها كثر، في الداخل والخارج، وإحباط جريمتهم مرحليا لا يعني إطلاقا أنهم لن يكرروا المحاولة، ما يستدعي حكما تضافر الجهود بين المخلصين للبنان، لمنع إضاعة الفرصة العملية الوحيدة المتاحة أمام شعبه، للخلاص.
وفي هذا الإطار، يتضارب على الساحة الداخلية اليوم، رأيان:
أول يقول بنجاح المبادرة في المحصلة، لمجرد غياب البديل، ولأن المعرقلين يدركون قبل سواهم أنهم لن يكونوا قادرين على تبرير إضاعة الفرصة، فالجوع كافر، وأمام الجوع، حصول المداورة من عدمه، وغير ذلك من العناوين الخلافية، آخر هم الناس.
أما الرأي الثاني، فيربط بين التعثر الحاصل، ومحاولة خارجية لضرب المسعى الفرنسي. ويدعم أصحاب هذا الموقف رأيهم بالعقوبات الأميركية المتجددة، والمواقف التصعيدية المواكبة لها، فضلا عن النأي بالنفس الخليجي عن كل ما دار أخيرا في لبنان.
أما بين الرأيين، فيمضي اللبنانيون أيامهم مترقبين الخبر السار، بعدما ملوا الأخبار البشعة المتوالية منذ عام تقريبا، فالوضع لم يعد يحتمل، ولا بد من حل