في ربع الساعة الأخير من الثاني والعشرين من أيلول 1988، أي في مثل هذا اليوم قبل اثنين وعشرين عاما، ألقيت كرة النار اللبنانية بين يدي قائد الجيش اللبناني آنذاك العماد ميشال عون، الذي أصبح بعدها رئيسا للحكومة، والرمز المتبقي للشرعية اللبنانية في مواجهة شرعية الاحتلالات والميليشيات والطبقة السياسية منتهية الصلاحية.
وما أشبه اليوم بالأمس. فنحن في الثاني والعشرين من أيلول 2020، لا نزال في ربع الساعة الأخير. والعماد ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، لا يزال ممسكا بكرة النار، رمزا أخيرا للشرعية اللبنانية المتهالكة، بفعل تضارب المصالح وتداخلها بين الداخل والخارج.
أمس، تقدم رئيس البلاد بمبادرة، وخلص ردا على سؤال إلى التحذير من أننا قد ننزلق إلى الجحيم في حال لم يتجاوب الأفرقاء المعنيون.
واليوم، اعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان أنه قرر مساعدة الرئيس مصطفى اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو باي طائفة من الطوائف. لكنه أردف قائلا: مرة جديدة، أتخذ قرارا بتجرع السم، وهو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومة السابقين، مع علمي المسبق بأن هذا القرار قد يصفه البعض بأنه بمثابة انتحار سياسي، لكنني اتخذه من اجل اللبنانيين، واثقا من أنه يمثل قرارا لا بديل عنه لمحاولة انقاذ آخر فرصة لوقف الانهيار المريع ومنع سقوط لبنان في المجهول…
أمس، طرق الرئيس عون باب الحل. فهل يفتحه جميع المعنيين؟ الجواب رهن الساعات القليلة المقبلة. فلنأمل خيرا من أجل لبنان.