من الواضح أن الطرح الذي تقدم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإثنين، ثم مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الثلاثاء، قد حركا المياه الحكومية الراكدة، فأطلقا حركة اتصالات ولقاءات، آخرها بعد ظهر اليوم بين رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب والمعاونين السياسيين لكل من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، والذي أتى بعد الاتصال الذي اجراه اديب بالرئيس عون ليل أمس، لمواصلة البحث في تشكيل الحكومة، التزاما بصلاحية رئيس الجمهورية، الشريك الكامل في التأليف.
غير أن التفاؤل العلني الذي أبداه البعض، ومنهم حسن خليل من دار الفتوى، يقابله حذر ضمني يعبر عنه أكثر من طرف، إلى جانب أوساط مطلعة على نتائج لقاء اديب بالخليلين اليوم، الذي لم يحسم شيئا، مع تأكيده أن للبحث صلة.
هذا في المشهد الداخلي. أما على المستوى الخارجي، فألقى كلام العاهل السعودي حول حزب الله أمس ظلالا من الشكوك حول النوايا المحيطة بمسار التأليف، ليأتي الكلام المنسوب لدايفيد هيل اليوم ويصب الزيت على النار، حيث اعتبر أن إيران تقدم جزءا كبيرا من وارداتها المالية النفطية لحزب الله الذي يهدد أمن لبنان، مؤكدا أن الدعم الأميركي للجيش اللبناني يأتي ضمن استراتيجية واشنطن لمواجهة إرهاب حزب الله، على حد تعبيره، قبل أن يضيف: عندما يلتزم قادة لبنان بالتغيير، فإن أميركا ستقدم المساعدات اللازمة.
وكان وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان دعا أمس الشركاء الدوليين إلى زيادة الضغط على القوى السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة، محذرا مرة أخرى من أن وصول المساعدات المالية الحيوية مشروط بإجراء الإصلاحات، مضيفا في كلمة أمام مجموعة الدعم الدولية للبنان: مستقبل لبنان على المحك، ومن دون إصلاحات لن تكون هناك مساعدات مالية دولية.