إذا كانت الرسالة الوجدانية في الذكرى الثلاثين للثالث عشر من تشرين تعبر عن نفسها بالتزام الوفاء لتضحيات الشهداء والمصابين والمفقودين والمتألمين، فالرسالة السياسية عبر عنها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في أول إطلالة عامة له منذ شفائه من وباء كورونا، بعد مشاركته في القداس السنوي الذي أقامه التيار، حيث حدد عناوين المرحلة المقبلة على صعيد النظام السياسي والحكومة، وما بين الإثنين من تدهور اقتصادي ومالي وتعثر في الاصلاح ومحاربة الفساد.
فعلى صعيد النظام، وصف للدستور الحالي بالنتن والعفن، الذي أتانا بالدبابة، واكمل علينا بالفساد و”هلق بدو ينهينا بالجمود والموت البطيء”!، وطرح لتعديل دستوري حول مهل التكليف والتأليف، وسط رفض الفيدرالية والتقسيم مع التمسك باللامركزية الادارية والمالية الموسعة.
أما على صعيد حكومة المهمة، وعشية زيارة وفد من تيار المستقبل لميرنا الشالوحي، في سياق جولته على الكتل، ليس على علمنا ان الرئيس ماكرون عين مفوضا ساميا ليكون PREFET او مشرفا عاما على مبادرته ليقوم بفحص الكتل النيابية ومدى التزامها بالمبادرة، وبكل الأحوال، من يريد أن يرأس حكومة اختصاصيين يجب أن يكون هو الإختصاصي الأول، او “يزيح لاختصاصي”، ومن يريد ترؤس حكومة سياسيين، فحقه ان يفكر اذا كان هو السياسي الأول، ومن يحب ان يخلط بين الإثنين، “بدو يعرف يعمل الخلطة، بس بلا تذاكي وعراضات اعلامية”.
أما في الموضوعين الاقتصادي والمالي، وملف الاصلاح ومحاربة الفساد، فباختصار، “ما فينا نقبل بشخص بعدو عم يقول بعد 30 سنة انو بدو يحافظ على نفس السياسة ونفس الأشخاص ويتوقع نتائج مختلفة عن سرقة أموالنا وودائعنا وسحبها وخطفها للخارج”! وبحسب القول الشهير: “الغبي هو يلي بيعمل نفس الشي مرتين وبنفس الأسلوب وبيتوقع نتائج مختلفة”.
وعلى هامش العناوين السابقة، رسالتان فرعيتان: للقوات اللبنانية، انا بس بدي قول كلمتين: وضع اليد على مجتمعنا بالقوة ممنوع! وماذا يمكن ان نسمي من يقتل مجتمعا بكامله بسبب نزواته وعقده النفسية؟ مجرم؟ لا بل أكثر.
اما للحراك الفوضوي، وليس الصادق الذي نؤيده وندعوه لمواصلة التحرك، فهو يزرع الفوضى ليس فقط بالمجتمع وبالإعلام، بل بالفكر، وهو الاخطر! لكن للأسف “لا ساعد حالو ولا ساعدنا بحربنا على الفساد”.
والى جانب مواقف الثالث عشر من تشرين، اشارة الى بدء مفاوضات ترسيم الحدود غدا في الناقورة، على وقع رد رئاسي واضح على الاتهامات والاقاويل والشائعات المتعلقة بتشكيل الوفد اللبناني.