Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 19/10/2020

13 تشرين الأول في لبنان ليس يوما واحدا في سنة.

فهو من حيث المعنى الذي يرمز إليه، من صنف الأيام التي تتكرر، سنة بعد سنة، وأحيانا… أكثر من مرة في سنة.

لا يدخل ما سبق في إطار الكلام الوجداني أو العاطفي، ولا هو من باب الشعر أو النثر أو سائر أصناف الأدب.

ما سبق كلام واقعي ينطلق على الأقل من ثلاث تجارب:

التجربة الأولى، 13 تشرين الأول العسكري عام 1990: حالة لبنانية تواجه منفردة حالات ميليشيوية واحتلالية متكافلة متضامنة في ما بينها، والغطاء الخارجي باختصار: طيارة فوق طيارة.

التجربة الثانية، 13 تشرين الأول الميثاقي المتجسد بالتحالف الرباعي وتداعياته عام 2005: الحالة اللبنانية اياها تواجه منفردة ايضا، لكن هذه المرة، نوايا التهميش والاقصاء والالغاء الداخلية، التي مارسها الجميع ضدها، بالتكافل والتضامن إياه: فريق الملتحقين بالمطالب السيادية في اللحظات الاخيرة قبل تحقيقها، وفريق المتمسكين بالمرحلة المنقضية، عن مبدأ أو عن مصلحة. أما الغطاء الدولي والإقليمي فاستبدل، والميليشيات العسكرية فتنكرت بزي مدني.

التجربة الثالثة، 13 تشرين الأول الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي نعيشه منذ 17 تشرين الأول : هنا ايضا وايضا، الحالة اللبنانية تواجه منفردة، المنظومة الفاسدة، المتمرسة خلف تمثيلها الطائفي والمذهبي إلى جانب الإقطاعي والمناطقي، وهي قوى ساسية بفروع مالية واعلامية وخارجية، تحاول من جديد تكريس وصايتها الداخلية على الدولة، واعتدائها الصارخ على الميثاق.

لكن، في خلاصة التجارب الثلاث، عبر ثلاث:

العبرة الأولى، أن القوى المعتدية هي اياها، من 13 تشرين إلى 13 تشرين، وهي مشكلة من جهات اقليمية ودولية وميليشيات عسكرية اصبحت مدنية.

العبرة الثانية، ان منطق الالغاء هو اياه، من الغاء السيادة الى الغاء الشراكة، ولو تغير الشكل، وتبدلت الاقنعة، من جانب القوى الداخلية التي تشارك الخارج في اعتدائه.

اما العبرة الثالثة، وهي الأهم، فأن الحالة اللبنانية التي انتصرت على 13 تشرين الاول العسكري، واسقطت 13 تشرين الاول الميثاقي، هي حالة تقاوم حتى الاستشهاد الجسدي في المعركة العسكرية، ولا تهاب الاستشهاد السياسي في المعارك السياسية.

ما علاقة ما تقدم باليوم؟ لا علاقة مباشرة، لكن ثمة في الرأي العام من يستشعر 13 تشرين جديدا ضده، وتحالفا رباعيا بشكل آخر واركان اخرين يستهدفه، لكنه كما في كل مرة، كله يقين بأن حبة الحنطة التي تغرس في التراب، تنبت سنابل كثيرة، ليكون الحصاد وفيرا ولو بعد حين.