Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 25/10/2020

“الرئيس عون التقى الرئيس الحريري بعد ظهر اليوم: تقدم في ملف تشكيل الحكومة الجديدة”.

هذه التغريدة المقتضبة الصادرة عن الحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية، تكفي لاختصار مسار تأليف الحكومة، بعيدا عن أسلوب التسريبات والإشاعات المعتاد، الذي استدعى اليوم صدور بيان عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، أكد أن ما ينشر نقلا عن مصادر أو مقربين وغيرها من التوصيفات، هي معلومات كاذبة لا أساس لها من الصحة، داعيا وسائل الإعلام للعودة إليه في كل ما يخص مواقف لرئيس الجمهورية.…هذا مع الإشارة إلى أن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المكلف لقصر بعبدا اليوم، هي الثانية له في أقل من أربع وعشرين ساعة.

وإذا كان مسار التأليف يتطلب ترقب الساعات المقبلة، فالصورة المحلية عامة تختصر بالآتي:

أولا: ترقب في أوساط “التيار الوطني الحر”، انطلاقا من المواقف التي أطلقها جبران باسيل بعد الاستشارات النيابية واللقاء مع سعد الحريري، حيث تحدث عن معايير واحدة موحدة، مبديا كل رغبة في التعاون والإيجابية.

ثانيا: إيجابية مفرطة في أوسط تيار “المستقبل”، بلغت بالنائب نزيه نجم حد القول: “اتكلوا على الرئيس الحريري، فالتمويل آت إن شاء الله”، علما أن سعر صرف الدولار ظل على انخفاضه النسبي، وسط توقعات بالمزيد في المستقبل القريب.
وفي الموازاة، تسهيل واضح من ثنائي “حزب الله”- حركة “أمل”، إضافة إلى الحزب الاشتراكي، مرده على الأرجح إلى اتفاقات سابقة للتكليف، بفعل التواصل المباشر الذي حصل بين الحريري وبينهم.

ثالثا: امتعاض واضح في أوساط “القوات اللبنانية”، حيث عاد نوابها ومسؤولوها إلى نغمة انتقاد المحاصصة، وكأن الناس ذاكرتهم ضعيفة إلى درجة نسيانهم أن “القوات” هي بذاتها من وقع اتفاقا مكتوبا ينص على نيلها حصصا في التعيينات مثلا، وأنها إبان وجودها في الحكومة كانت تطالب بحصص وتنالها، قبل أن تخرج إلى الإعلام وتبدأ بالمزايدة تحت عناوين الكفاءة والجدارة والشفافية، وما المثل الذي أعطاه الحريري في مقابلته التلفزيونية الأخيرة حول نيل “القوات” حصة في التشكيلات الديبلوماسية ثم خروجها للمزايدة في الإعلام إلا أحد الأمثلة.

رابعا: رفع صوت روحي استباقا لأي نوايا سيئة إزاء الميثاق. فبالمباشر، توجه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الحريري في عظة الأحد قائلا: لا تضع وراء ظهرك المسيحيين، وتذكر ما كان يردده المغفور له والدك بأن البلد لا يمشي من دون المسيحيين. تطلع يا دولة الرئيس، مع فخامة رئيس الجمهورية بعين واحدة، قال رأس الكنيسة المارونية، داعيا إلى الاسراع في تشكيل الحكومة، ومردفا: لست أعني بالعجلة التشكيل كيفما تيسر، وعلى قاعدة: من مشى مشى، ومن لم يمش يبقى خارجا. فلبنان ذو نظام ديموقراطي يتفاهم فيه الجميع من أجل الخير العام.

خامسا: غياب تام للحراك أو الانتفاضة أو الثورة على الأرض، في مقابل حضور وازن للاتهامات والشتائم المتبادلة المتبادلة على مواقع التواصل، بعدما ضاع عام كامل من عمر الوطن وحياة الناس، وانهار الوضعان الاقتصادي والمالي، لنعود إلى ما كنا عليه عشية السابع عشر من تشرين الاول 2019، مع فارق خارجي يتمثل بالمبادرة الفرنسية وبدء مفاوضات الترسيم، إلى جانب دنو موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
فإذا كانت ثمة خلاصة لما جرى في لبنان منذ سنة، فهي أن الشعارات الجميلة في لبنان، غالبا ما تصطدم بالواقع المر، الذي يختصره مجتمع مركب، ونظام معقد، ومنظومة سياسية حليفها الأكبر خلال عام كان التعميم، ومنطق “كلن يعني كلن”.