IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 30/10/2020

حقيقة تأليف الحكومة في مكان، أما المصادر على أشكالها الرفيعة والمطلعة والمقربة، ففي مكان آخر.
حقيقة التأليف في مكانها الطبيعي، أي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، بمقتضى المادة الثالثة والخمسين من الدستور، وفي انتظار البيان الوزاري وثقة مجلس النواب.
أما المصادر الرفيعة والمطلعة والمقربة، فتستقي معلوماتها إما من تحليلات، أو من تمنيات، أو نقلا عن أصحاب نوايا، طالما الطرفان المعنيان بالتشكيل متفقان على الكتمان، ريثما يخرج الدخان الأبيض.

أمس روجوا لمعطيات معينة، ثبت اليوم أنها خاطئة. فلجأوا إلى معطيات أخرى، سيتأكد غدا أنها خاطئة أيضا. وما بين المعطيات الخاطئة بين يوم ويوم، مواعيد وهمية لإنجاز المهمة: فساعة تربط التشكيلة بالانتخابات الأميركية، وساعة بالذكرى الرابعة لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا التي تحل غدا، إلى جانب مواعيد أخرى، سيكون في النهاية أحدها صحيحا، لأن التأليف يتطلب يوما وساعة، طالما المكان معروف وهو القصر الجمهوري.

وبعيدا من ملف تشكيل الحكومة الذي لا يزال يسير بإيجابية وتأن، وفي انتظار كلمة السيد حسن نصرالله التي تنقلها الأوتيفي مباشرة على الهواء في تمام الثامنة والنصف، دق تحرك اليوم في محيط قصر الصنوبر ناقوس الخطر، لناحية معاودة إقحام لبنان في دوامة مرفوضة، علما أن موقفه المبدئي والوطني واضح من حريتي المعتقد والتعبير، وهو ما توثقهما دستوريا المادتان التاسعة والثالثة عشرة، حيث تعتبر الأولى أن حرية الاعتقاد مطلقة، على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام، فيما تشدد الثانية على حرية إبداء الرأي قولا وكتابة، وعلى حرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات ضمن دائرة القانون… فكيف إذا كان لبنان هو النموذج الذي يحتاج إليه العالم اليوم أكثر من أي يوم مضى في ظل ما نشهده من تطرف وإرهاب من جهة، وردود فعل غير مدروسة وتعصب من جهات أخرى.