Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 01/11/2020

ماذا ستغير نتيجة الانتخابات الأميركية في لبنان؟. كثيرون من اللبنانيين لا يعرفون الجواب، هذا إن وجد أصلا، ولكنهم مع ذلك يحبسون الأنفاس ويترقبون. بعضهم يرى في بقاء دونالد ترامب بقاء للضغط الأميركي على إيران، وتاليا على حلفاء طهران، فيفرفكون الأيدي، ويغتبطون في سرهم، ولو أنهم لا يعلنون، عندما يسمعون من يقول إن مرشحهم الأميركي سينجح مرة جديد في تكذيب استطلاعات الرأي، التي ترجح له السقوط في مواجهة خشية الناخب الأميركي من تفشي كورونا.

أما البعض الآخر، فيعتبر أن فوز جو بايدن سيقلب الأمور رأسا على عقب، ويخلط الأوراق، معيدا عقارب الساعة إلى سنوات باراك اوباما، التي توجها إقليميا ودوليا، الاتفاق النووي مع ايران.…وهؤلاء أيضا يفرفكون الأيدي، ويغتبطون في سرهم، ولو أنهم لا يعلنون، عندما يتابعون استطلاعات الرأي، الواقعية حينا، والمبالغ فيها أحيانا أخرى، التي ترجح فوزا كاسحا لمرشحهم الأميركي.

غير أن بين البعض الأول والثاني، بعض ثالث ينظر إلى الأمور من الزاوية اللبنانية حصرا، التي تتطلب ولو لمرة، أن يتخذ اللبنانيون قرارا حاسما بأن يتحولوا من أبعاد خارجية في لبنان، إلى أبعاد لبنانية في الخارج، فينطلقون في كل شيء من تحقيق مصلحة دولتهم، لا من تحقيق مصالح الدول الأخرى، على جري العادة.

وهذا الأمر، يفترض قبل كل شيء، حذف موعد الانتخابات الأميركية، أو غيره من المواعيد الخارجية، من روزنامة تشكيل الحكومة اللبنانية من عدمه، وربط الموضوع حصرا بموعد واحد، هو موعد تفاهم اللبنانيين على حكومة قادرة على انتشالهم من الأزمة، بناء على الدستور والميثاق والمعايير الموحدة، لا أكثر ولا أقل.

ومتى بات هذا المبدأ الوحيد هو الأرضية الثابتة التي ينطلق منها جميع المعنيين بالتشكيل، كما بسائر الاستحقاقات الوطنية اللاحقة، تصبح التحليلات المتناقضة من التفاصيل، والمواقف المتضاربة من التسالي، وفرفكة الأيدي لفوز هذا المرشح الأميركي أو ذاك مدعاة للسخرية، في وطن، كان يراد له ذات يوم أن يكون حرا سيدا مستقلا، بالقول والفعل.