Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 02/11/2020

ماذا ينفع اللبنانيين لو ربح دونالد ترامب او جو بايدن في الانتخابات الاميركية، وخسر لبنان فرصة الإنقاذ بفعل تضارب المصالح الداخلية، بسبب الولاءات الخارجية؟
السؤال برسم جميع اللبنانيين، الذين لا يزالون يصدقون إلى الآن أن تأخير تشكيل الحكومة مرتبط بالاستحقاق الانتخابي الاميركي، الذي يصادف موعده غدا، كما دأب بعض المحللين والسياسيين ومرددي التحليلات والتصريحات ولو من دون فهم أو تعمق، على التكرار منذ أشهر.

طبعا، لانتخاب رئيس أعظم دولة في العالم، تأثير على العالم، ومن ضمنه الشرق الأوسط ولبنان. ولكن من المضحك بعض الشيء إيهام اللبنانيين بأن لا هم للمرشحين الرئاسيين الأميركيين (2) إلا لبنان، حتى يتأثر تأليف حكومته سلبا ام إيجابا بمجرد فوز أحدهما.

في كل الأحوال، يتوالى الفولكلور الإعلامي والسياسي فصولا، وأفظع ما فيه تحديد مواعيد لتشكيل الحكومة: فبعدما قيل إنها ستشكل قبل حلول الذكرى الرابعة لانتخاب الرئيس ميشال عون، صار يقال اليوم إنها ستشكل قبل آخر الشهر، أو قبل آخر السنة، وهكذا دواليك، بحيث ينشغل الناس بترقب هذه المواعيد الوهمية، فيما الحقيقة أن التشكيل سيتم في حال واحدة فقط، هي اتفاق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على الصيغة، بحسب نص الدستور، وتحديدا المادة 53، وهو ما ذكر به مكتب الإعلام في قصر بعبدا اليوم، وبناء على الاتفاق قد تولد الحكومة في أي لحظة او يوم. فلماذا يقال آخر الشهر لا غدا؟ أو آخر السنة، لا الاربعاء مثلا؟
أما التشكيلة، فلا يمكن أن تبصر النور إذا لم تشكل وفق معايير موحدة، على أن تكون قادرة ومنتجة وفاعلة، وعلى مستوى المرحلة، لأن المطلوب منها كثير.

وفيما يروج البعض أجواء سلبية باستمرار، يجزم بعض آخر ان الحكومة هذا الاسبوع، واننا دخلنا مرحلة الاسماء بعد التفاهم على التوزيع، فيما يتم العمل راهنا على تذليل ما تبقى من عقبات غير مستعصية، جميعها لا علاقة للتيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل بها، وقد تكون بينها مطالبة سليمان فرنجية بحقيبتين في حكومة من 18 وزيرا، وقد يكون من ضمنها كذلك تحديد الهوية المذهبية لبعض الوزراء، ومنهم وزير الطاقة.

في المحصلة، بعد الكلام عن التقدم والتأني… حديث عن تعاون وتقدم إيجابي. إنها خلاصة الزيارة الخامسة لسعد الحريري إلى قصر بعبدا، عسى أن يبدأ قريبا العمل الحكومي الجدي، لإخراج لبنان من الأزمة التي انفجرت بعد السابع عشر من تشرين، ولا يزال اللبنانيون يدفعون الثمن الى اليوم.