IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 11/11/2020

لم يعد لدينا ترف الوقت.
الجميع يردد هذه المقولة، من مسؤولين لبنانيين أو خارجيين معنيين بملف لبنان.
الجميع يرددها، ولكن ليس الجميع يلتزمون بنقل مضمونها من حيز الكلام، إلى حيز التطبيق، لا بل العكس يكاد يكون هو الصحيح، في ضوء المماطلة الممنهجة التي يمارسها البعض، والتعطيل المتمادي للفرص المتاحة أمام اللبنانيين للخروج من الواقع المرير.
فرئيس الجمهورية، الذي يشكل توقيعه ممرا إلزاميا ليبصر مرسوم التأليف النور، هو أكثر الساعين إلى ولادة الحكومة، لأنه أكثر المدركين لهول الأزمات التي تضرب لبنان منذ عام تقريبا، على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والصحية وغيرها، علما أن مسيرة الألف ميل على درب الخلاص، تبدأ بخطوة أولى هي تشكيل حكومة، ولكن ليس أي حكومة، بل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات الضرورية، التي ينادي بها رئيس الجمهورية منذ عقود، ويطلبها المجتمع الدولي منذ سنة.

أما رئيس الحكومة المكلف، الذي يشكل توقيعه الركن الثاني والمكمل لمرسوم التأليف، فمطالب من اللبنانيين بحكومة تبنى على معايير موحدة، تطبق على الجميع، من دون أن يكون شعار الاختصاص غطاء لمحاولة إعادة عقارب الشراكة إلى الوراء، كما ينمو شعور عام.

لكن، إلى جانب توقيعي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، تبقى ثقة الكتل النيابية، ضرورة عددية وميثاقية لولادة أي حكومة، وهو ما يتطلب التواصل بصدق مع الكتل النيابية من دون استثناء، تمهيدا للتفاهم على إنجاز تشكيلة تجتاز عتبة التوقيع على المرسوم أولا، وثقة المجلس النيابي ثانيا، تمهيدا لبدء التواصل مع الجهات الدولية التي يفترض ان تساعد لبنان.

وفي الانتظار، سجلت عصرا زيارة قام بها وليد جنبلاط لعين التينة، فيما اللبنانيون يترقبون كلمة السيد حسن نصرالله في تمام الثامنة والنصف، عسى أن تحمل مؤشرات حول المرحلة المقبلة، خصوصا أنها تأتي في ضوء المراوحة الحكومية أولا، وفي موازاة وصول موفد رئاسي فرنسي ثانيا، واثر عقوبات اميركية على رئيس اكبر كتلة نيابية لبنانية، إلى جانب أن الامين العام لحزب الله يتحدث للمرة الأولى بعد الانتخابات الاميركية التي اطاحت مبدئيا بدونالد ترامب المتشدد إزاء ايران وحزب الله، لمصلحة جو بايدن، الذي يتوقع البعض ان يكون أكثر ليونة، خصوصا انه الركن الثاني في الادارة الاميركية التي ابرمت الاتفاق النووي مع ايران عام 2015.