Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 15/11/2020

ثلاثة أمور لا يريدها الناس اليوم: العداء غير المبرر مع دول شقيقة وصديقة، العودة بعقارب الشراكة الوطنية إلى الوراء، وترك الأزمة المالية والمعيشية من دون علاج، فهل هذا كثير؟.

العلاقة مع الدول الشقيقة والصديقة -جميع الدول الشقيقة والصديقة- مصلحة لبنانية قبل أن تكون مصلحة للآخرين. فباستثناء الموقف المبدئي من العدو الاسرائيلي، من البديهي ألا يتبنى لبنان الرسمي موقف أي طرف داخلي أو قناعاته بالنسبة إلى الدول الأخرى، وهذا ما هو حاصل فعلا منذ اليوم الأول لهذا العهد، بل يلتزم لبنان الرسمي مصلحة لبنان الدولة فقط، في العلاقة مع جميع البلدان غير العدوة، من إيران إلى الولايات المتحدة، ومن سوريا إلى دول الخليج.

أما الشراكة الوطنية التي بلغت مداها للمرة الأولى منذ الطائف بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، سواء في تشكيل الحكومة أو قانون الانتخاب، وسائر ما يتفرع عنهما، فلا مصلحة لأي مكون لبناني بالانقلاب عليها، وما بعض الممارسات المستغربة أخيرا في سياق مشاورات تأليف الحكومة الجديدة، إلا محاولات سياسية ترفضها جميع الطوائف والمذاهب المتمسكة بالمناصفة والميثاق والوحدة الوطنية في آن معا.

وبالنسبة إلى الأزمة المالية والمعيشية، خريطة الطريق واضحة: أولا، تشكيلة حكومية مبنية على التوازن والكفاءة. ثانيا، مفاوضات واقعية مع المجتمع الدولي لتسييل قروض “سيدر”، ومع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى برنامج يساعد لبنان على النهوض. وثالثا، الاندفاع قولا وفعلا بإصرار وصلابة على مسار الإصلاح، الذي من أبرز عناوينه اليوم، التدقيق الجنائي الذي تحول على العهد الحالي من موقف سياسي إلى قرار حكومي، وعقد تنفيذي مع شركة متخصصة.

وفي هذا السياق، حسم رئيس “التيار الوطني الحر” النقاش، حيث شدد على أن ‏التدقيق التشريحي في حسابات مصرف لبنان واجب وطني وأولوية مطلقة، وباب للتدقيق بكل الإنفاق العام، لأنه يظهر الفجوة المالية ويبين الارتكابات ويكشف مصير الأموال المنهوبة والموهوبة والمحولة.

وأكد باسيل أن على الحكومة فرض التدقيق بقوة القوانين الموجودة، وعلى مجلس النواب الدعم والتحصين، وعلى مصرف لبنان الاستجابة الفورية تحت ضغط حقوق الناس. وختم باسيل: “التيار” واحد وحاسم حول هذا المطلب، وكل كلام عن تقديم قانون إضافي إذا لزم، وإذا تأمن إقراره، هو من باب الحرص على إتمام التحقيق وليس عرقلته، جزم رئيس “التيار”.

كلا، ما يطلبه الناس ليس كثيرا، لكن المنظومة المعروفة يبدو أنها مصرة على حرمانهم حتى من هذا القليل، إنها الخلاصة حتى هذه اللحظة، لكن الأمل كبير.