IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “otv” المسائية ليوم الأحد في 26/08/2018

عشية أي معركة فاصلة وغداة أي معركة محورية، وفي كل مرة يخيل ان الانتصار النهائي على الارهاب قاب قوسين أو أدنى في سوريا، وفي كل مرة يقترب الحسم ليصبح في متناول اليد، في كل مرة تحصل مجزرة، كما في السويداء غداة تحرير الجنوب السوري، أو التحضير لمجزرة كما يسوق اليوم في الشمال السوري عشية تحرير واسترداد ادلب.

منذ أيام يعلن وزير الخارجية البريطاني، في توقيت غير مفهوم لكن في مضمون معلوم وملغوم، ان “داعش” تتنفس وحية ترزق، وان الالاف من عناصرها يتواجدون في سوريا والعراق، وانها تحولت إلى العمل السري، وان القضاء عليها يتطلب القضاء على أسبابها.

هذا الكلام من مسؤول بريطاني كانت بلاده أول من ابتدع واخترع فكرة الانتليجنس أو الاستخبارات في العالم منذ 3 قرون على الأقل، وتشارلز تشيرشل أو شرشر بيك والليدي استير ستانهوب في لبنان من ارثهم وتراثهم.

اليوم تقول موسكو إن ثمة مؤشرات ودلائل على مؤامرة جديدة تتحضر تحت ستار هجوم كيماوي مزعوم على ادلب، لتبرير ضربة تنوي واشنطن وحلفاؤها شنها على سوريا وخصوصا بعد العاصفة التي هبت على دونالد ترامب من قلب ادارته، واتهمته بالخنوع والخضوع لفلاديمير بوتين في قمة هلسنكي، وسقوط النسر الأميركي في مخالب الدب الروسي.

الهجوم الأميركي المضاد بدأ يتظهر مباشرة في ملفات أربعة على الأقل: ملف النزوح وتجميد عودة السوريين إلى بلادهم من الجانب الأميركي والتراجع عن تفويض الروس بذلك. والثاني يتمثل بالتصعيد الممنهج والمتدرج ضد سوريا والتحضير لعدوان جديد للحؤول دون استكمال انتصار الجيش السوري وحلفائه. والثالث ارتفاع منسوب التهديدات ضد ايران، من العراق إلى اليمن مرورا بلبنان قبيل ساعة الصفر وانتهاء العد العكسي لمنع العالم من شراء النفط الايراني في تشرين الثاني المقبل. والرابع هو استحضار ورقة المحكمة الدولية كفزاعة ضد “حزب الله” وربطها بالحضور المتنامي والمتزايد ل”حزب الله” في ساحات المنطقة وخصوصا في سوريا.

من بين هذه الملفات تطرق السيد نصرالله في كلمته عصر اليوم إلى المحكمة الدولية، عازيا التأخير في تشكيل الحكومة إلى مقولة تتداولها 14 آذار وهي: لا حكومة قبل صدور قرار المحكمة الدولية في أيلول وانتظار ما ستقوله والبناء عليه ضد المقاومة. السيد نصرالله نبه المراهنين على المحكمة بالقول: لا تلعبوا بالنار. قالها ثلاث مرات. واللافت أيضا في كلمة السيد ان أميركا تدخلت لمنع الجيش اللبناني من المشاركة في المعركة ضد “داعش” في الجرود.

لكن بعيدا عن معارك الجرود والحدود التي انتصر فيها الجيش والمقاومة، ثمة معركة حياة ووجود يخسر فيها لبنان كل يوم خيرة أبنائه وزهرات شبابه بشكل مجاني عبثي درامي ومأساوي على الطرقات من ظلام الليل إلى عتمة القبور. اليوم دور تل عباس العكارية لتبكي. وكان بكاؤها مرا.