يعرقلون تشكيل الحكومة الجديدة، ويمانعون اجتماع حكومة تصريف الأعمال، ومن ثم يعترضون إذا قام المجلس الأعلى للدفاع بدوره، في تأمين مصالح اللبنانيين في ظل ما يتهدد البلاد من أخطار.
هكذا، استفاق اللبنانيون اليوم على حملة سياسية بعنوان جديد – قديم، هو الحرص على الطائف، وعلى صلاحيات مجلس الوزراء، علما أن ما يطلبه الناس في هذه المرحلة، يختصر بالتصدي للأزمة المعيشية غير المسبوقة، من خلال معالجة الخلل المالي المتفاقم، والمأساة المتمادية على المستوى الاقتصادي، والابتعاد إلى أقصى حد ممكن عن نهج المزايدات، ومنطق المعارك الوهمية.
كيف يعرقلون تشكيل الحكومة؟ الجواب بات معروفا: من خلال الإمعان في تجاهل الميثاق، والإصرار على تجاوز الدستور، مع الرهان على ضغوط قائمة وعقوبات إضافية محتملة، لإعادة عقارب الشراكة إلى الوراء.
لماذا يمنعون اجتماع حكومة تصريف الاعمال؟ الجواب أيضا صار واضحا: ليس لسبب دستوري او قانوني، بل من باب النكد السياسي، الذي يشاء تحويل التصريف المفترض للأعمال إلى تجميد متعمد لها، ولو كلف ذلك اللبنانيين غاليا في اكثر من ملف ملح.
لماذا يعترضون على دور المجلس الاعلى للدفاع؟ الجواب أيضا وأيضا أكيد: ليس حرصا على الدستور ولا تمسكا بالقانون، بل سعيا إلى ادخال البلاد في شلل اضافي، لأسباب لا تمت الى المصلحة الداخلية بصلة.
لكن، في المقابل، تؤكد مصادر الرئيس سعد الحريري ل (او تي في)، ان رئيس الحكومة المكلف يسعى الى عدم الوصول الى مرحلة يصطدم فيها مع رئيس الجمهورية، مشددة على ان الحريري يكن لرئيس البلاد الاحترام الأبوي، كما وانه لا يريد أن يتخطى مقام الرئاسة.
واليوم، لفتت رسالة وزير الخارجية الفرنسية الى المغتربين اللبنانيين، التي حضهم فيها على مواصلة مساعدة لبنان، مؤكدا الدعم الكامل لبلاده للبنان فيما يقف على شفير الانهيار، على حد تعبيره، مشددا على حتمية التزام الطبقة السياسية بإجراء الاصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد.