من الواضح أن ثمة ما يتحرك على مستوى الملف الحكومي.
ففي باريس، الرئيس ماكرون يؤكد مواصلة مبادرته اللبنانية ليس فقط بشقها الإنساني، إنما السياسي… فيما نظيره المصري يوجه نداء إلى القوى السياسية اللبنانية بوجوب الإسراع في تشكيل حكومة تعمل على إخراج لبنان من الأزمة.
أما في بعبدا، فلقاء عاشر معلن بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، واتفاق على لقاء مقبل بعد ظهر الأربعاء، في وقت شددت حركة أمل التي التقى رئيسها اليوم السفير المصري، على أن المطلوب من أصحاب الشأن بأن يكون هذا الأسبوع أسبوع الحسم الحكومي.
فهل ما يجري هو مسعى جدي لاجتراح معجزة تأليف الحكومة قبل الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي لبيروت هذا الشهر؟ أما هو محاولة جديدة لكسب الوقت في انتظار تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مقاليد الحكم؟
الجواب رهن النتائج لا التحليلات، والنتائج رهن احترام الميثاق والدستور ووحدة المعايير، والامتناع عن التلاعب بعقارب ساعة الشراكة، علها تعود الى الوراء، لأن ذلك مستحيل.
وفي انتظار الدخان الحكومي الابيض، دخان قلق اسود يتصاعد من كرة نار رفع الدعم او ترشيده التي يتقاذفها المعنيون، في وقت أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال ان المطلوب حلا يخفف كلفة الاستيراد ولا يؤذي الناس. فكيف سيتم التوصل الى هذه المعادلة؟ وهل يمكن الوثوق بالجهات المعنية كي ترسم خارطة الطريق المطلوبة في هذا السياق، أم أن الأمر هو كالوثوق بأن المنظومة السياسية التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه، ستسير بالتدقيق الجنائي، كي تحكم على نفسها بنفسها بالإعدام الأخلاقي قبل السياسي؟
هذه الأسئلة يتداولها الناس في مجالسهم أو على مواقع التواصل. أما وقائع الايام القليلة المقبلة، فوحدها السبيل الى تلمس الجواب الشافي.