الله يرحم شهدا لبنان.
عبارة رددها بلا أدنى شك معظم اللبنانيين اليوم، وهم يتفرجون على الحقيقة تنحر مرة جديدة، بقضاء اتهمه البعض بالاستنسابية، وسياسيين لم يعجب كثيرون بموهبتهم المدهشة في رسم الخطوط الحمر ذات الخلفية المذهبية.
الله يرحم شهدا لبنان.
بين عامي 75 و90، دفعوا ثمن قتال اللبنانيين في ما بينهم، وتقاتل الآخرين بهم.
ولما أسدل الستار على الحرب، لملم الجميع الجراح، ووحدها جراح الأمهات والأباء والبنات والأبناء لم تندمل بعد، لذرائع سياسية وحجج طائفية، في وقت ما زالت قضية المخطوفين والمفقودين حية في قلوب العائلات التي أحيتها أمس في الذكرى الثانية والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي مرحلة 2005 وما تلاها، شهداء كثر فقدهم لبنان، من سياسيين ومواطنين صودف وجودهم في أماكن التفجيرات.
وعلى رغم اللجوء إلى القضاء الدولي، تحت شعار الخوف من ضغوط على القضاء المحلي، لا يسود انطباع عند كثيرين من الناس بأن العدالة تحققت، وأن الشهداء أنصفوا، لاعتبارات سياسية ومذهبية، ولو استكملت المحكمة الخاصة اليوم إصدار أحكامها في هذا المجال.
أما عام 2020، الذي صار عام انفجار مرفأ بيروت، بعدما أدى إلى سقوط مئتي شهيد وأكثر، عدا آلاف الجرحى، وتدمير جزء كبير من العاصمة. وعلى رغم إحالة الملف على المجلس العدلي، واشتراك جهات خارجية كثيرة في التحقيقات، فلا يشعر اللبنانيون أن الدرب إلى الحقيقة والعدالة سالكة، بدليل ما شهدته الساعات الأخيرة من تصريحات ومواقف وزيارات.
غير أن ما سبق، لا ينبغي أن يكون دافعا لليأس ولا سببا الاستسلام، بل المطلوب أن يشكل دفعا في اتجاه تغيير الواقع السيء، من خلال وصفه في شكل دقيق، بعيدا من أساليب التعمية، وتقنيات تجهيل الفاعل، التي اعتادها اللبنانيون، وأكدتها التجارب.
الله يرحم شهدا لبنان.