IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 16/12/2020

في لبنان اليوم خطان متوازيان لا يلتقيان: الرئيس ميشال عون ومنظومة الفساد.
هو في اتجاه، وهي في اتجاه، ولا حكم بينهما إلا القضاء والشعب.
منذ سنوات طويلة، وقبل لودريان بعقود، كان أول من شبه لبنان بباخرة التايتانيك، التي يرقص الجميع على سطحها فيما هي مثقوبة، وذاهبة إلى الغرق.
وبعد ذلك، كم من مرة ردد بنبرته العالية، أن لبنان ليس مكسورا بل منهوب، ويا ما حذر من إهمال الزراعة والصناعة وسائر قطاعات الإنتاج، لمصلحة الاقتصاد الريعي، الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

ثم، ألم يكن الرئيس ميشال عون أول الصارخين في برية الموقف الرسمي المشبوه من النزوح، في الشهر الأول من الحرب السورية؟ أليس تحت رعايته السياسية، كشف النقاب عن الحسابات الضائعة وقطع الحساب المفقود، والهبات المسروقة وسائر عناوين الإصلاح؟
ألم يكن أول من عرف اللبنانيين على مصطلح “التدقيق الجنائي” حيث طالب به منذ عام 2009 على الأقل، كمدخل عملي وعلمي لمحاربة الفساد؟

ألم يكن الرئيس ميشال عون هو فرض العودة إلى إقرار موازنات الدولة في مستهل عهده، بعد عشر سنوات وأكثر من الصرف العشوائي والهدر الفاقع للمال العام؟
ويأتيك اليوم، كل الراقصين على سطح التايتانيك المثقوبة منذ عام 90، ومعهم من رأى في النهب العام إنماء وإعمارا، وأولئك الذين طالما هللوا للاستهلاك، وسخروا من الدعوات إلى تعزيز قطاعات الإنتاج، وإلى جانبهم من اتهموا المنادين بتنظيم النزوح بالعنصرية، ومن تهربوا من كشف الحسابات، وعطلوا التدقيق الجنائي، وعرقلوا كل المشاريع، بعدما هدروا أصلا دم السيادة لعقود، وفرطوا بالميثاق لسنوات… يأتيك كل هؤلاء، ومعهم الدعم الإقليمي والدولي الذي غفر خطاياهم في حق الناس والوطن، فضلا عن الفروع المالية والإعلامية للمنظومة المعروفة، يأتون بأكذايبهم وقلة أخلاقهم وسائر ما يتسمون به من صفات غير حميدة، ليتهموا الرئيس ميشال عون ويساهموا في حفلات الدجل، ومحاولات الاغتيال السياسي اللامتناهية في حقه، وحق اللبنانيين الذين يؤمنون بأنه في الأساس “بي الأوادم” قبل أن يفرض عليه الموقع السياسي الذي يتولاه منذ عام 2016 بأن يصبح “بي الكل”.

وعلى كل اتهام للرئيس ميشال عون، يردد الصادقون من عونيين وغير عونيين، أن العقول المظلمة والنوايا السوداء لا تنتج إلا تخيلات وهلوسات هدفها تشتيت الانتباه عن ملفات لا بد أن تكشف هوية المسؤولين عما أصاب الشعب اللبناني من جراء انفجار المرفأ، وما خسره نتيجة سرقة أمواله.

عقول مظلمة ونوايا سوداء تحدثت عن غفوة الرئيس ميشال عون الذي زادته سنوات العمر يقظة وصلابة وسعة صدر، هو الذي يملا وقته حوارات وقرارات محورها صون حياة اللبنانيين وكرامتهم.

عابوا عليه أنه متمسك بالشراكة والتوازن في تشكيل الحكومة، ولم يسألوا لماذا إصرار الآخرين على إهمال الميثاق وإنكار التوازنات والتنصل من وحدة المعايير.
فأي الدوافع يحرك الحقد؟ أهو الطائفية والمذهبية المتجذرة والمغلفة بالمدنية الكاذبة؟ أهو الفساد المتنكر بزي الثورة والتغيير؟

في كل الأحوال، يبقى أن الرئيس ميشال عون صار فوق سقف الأذى السياسي، وهو أصلا ليس بحاجة إلى الاحتماء بأي ردات فعل لا تشبه تاريخه والمبادئ والقيم.
الرئيس ميشال عون هو حجر الزاوية الذي يرتفع فوقه بنيان الحق، ويبقى دوي صمته أقوى من أصوات الأحقاد.
هذا هو رد اللبنانيين على الإسفاف، بكل محبة واحترام.