هل وصلنا إلى نهاية مخاض تشكيل الحكومة، لتصبح ولادتها ممكنة قبل عيد الميلاد، كما تحدث رئيس الحكومة المكلف من بعبدا اليوم؟ الاحتمال وارد، لكن الحذر واجب. الاحتمال وارد انطلاقا من تشديد رئيس الحكومة المكلف على أن لقاءه الثالث عشر والأطول برئيس الجمهورية كان إيجابيا بالفعل، وأن اجتماعا آخر سيعقد غدا، ثم اجتماعات متتالية، على أمل الوصول إلى اتفاق قبل العيد. هذا مع الاشارة إلى أن مصادر متابعة لعملية التأليف أكدت للأوتيفي أن الأجواء هذه المرة جدية أكثر من أي مرة.غير أن الحذر واجب بناء على التجارب السابقة، حيث قوبلت إيجابية الأقوال بسلبية الأفعال، وبالإصرار على تشكيلة لا تراعي الميثاق، وتتجاوز الدستور، ولا تلتزم وحدة المعايير… ناهيك عن أن الظرف الإقليمي والدولي لم يشهد تبدلا جذريا، فيما دخلت ولاية الرئيس دونالد ترامب شهرها الأخير.
لكن في انتظار معرفة مصير المسعى الحكومي الراهن، الذي بدأ بلقاء رئيس الجمهورية بالبطريرك الماروني، واتفاقهما على ثابتة التزام الدستور نصا وروحا، والتعامل مع المبادرة الفرنسية بشموليتها، أسئلة تنتظر الجواب حول مصير التدقيق الجنائي الذي أثمرت رسالة رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب في شأنه، قرارا برفع السرية المصرفية، ثم تشريعا يعلق العمل لمدة عام بتلك السرية. فماذا عن عودة الشركة المنسحبة، وما السبيل إلى تحديد أخرى في حل تمسكها بالرحيل؟ في أسبوع البشرى السماوية التي غيرت العالم، فلنأمل ببشرى سياسية تغير الأوضاع السيئة، أو أقله تبدأ التغيير، ليس فقط بالأسماء، بل بمناهج العمل غير المجدية، والسياسات الخاطئة، وما بينهما من نوايا مبيتة، لا تلبث أن تكشف، ليكون مصير أهدافها، الفشل الذريع.