ركنه الأول، الحرية: حرية الوطن من أي احتلال أو وصاية، وحرية المواطنين، أفرادا وجماعات، بإبداء الرأي قولا وكتابة، وفق ما ينص عليه الدستور، وضمن دائرة القانون.
الركن الثاني، الشراكة: الشراكة الوطنية الكاملة والفعلية بين المسيحيين والمسلمين، حيث أن كل اللبنانيين سواء لدى القانون، وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية، ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دونما فرق بينهم. أما عندما تتكون ظروف الدولة المدنية، وفي طليعتها القانون الموحد للأحوال الشخصية، فلكل حادث حديث.
أما الركن الثالث من مثلث الصمود الجديد، فالإنتاج: الإنتاج الذي يتأتى من اقتصاد لا يشبه اقتصاد السنوات الثلاثين الماضية في سيئاته، بل يبقي الحسنات، ويعزز قطاعات الزراعة والصناعة والاقتصاد المعرفي والرقمي وسواها، ما يخلق فرص عمل، ويحد من الهجرة، ويحرر سعر الصرف من قيود الداخل، والاقتصاد برمته من أي ضغط خارجي، طالما صار الاتكال على الذات أكبر، والريع أقل.
بهذا الثلاثي، يصمد اللبنانيون في المئوية الثانية، لا بالكلام الفارغ والوعود التي لا تنتهي.
وفي ليلة عيد الميلاد المجيد 2020، أمنيتنا الأولى، أن نحافظ على الحرية التي انتزعناها عام 2005، والتي كلفت عقودا من الدماء والدموع، وأن نحميها من صراعات محاور الخارج، وإنعكاسها على لبنان.
أما أمنيتنا الثالثة، فالدفاع عن الشراكة، في مواجهة النوايا السيئة التي تتربص بها، والتي تتحين الفرص دوما للانقضاض عليها، بعدما تطلب تكريسها سنوات من النضال السياسي، الذي انتهى إلى رئاسة منبثقة عن بيئتها الطائفية والوطنية، وقانون انتخاب هو الأكثر تمثيلا منذ الطائف، وترجمة حق المنتشرين بالاقتراع من الخارج للمرة الأولى عمليا منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، فضلا عن تشكيل حكومات متوازنة، تتمثل فيها المكونات وفق معايير واحدة. أما التذرع بالأزمة الاقتصادية والمالية لتغيير قواعد اللعبة، فغير قابل للصرف، إذ ليس ضرب الشراكة الوطنية شرطا للاصلاح، بل العكس، خصوصا أن الإصلاحيين الجدد يتحملون قبل سواها مسؤولية تاريخية تعود إلى عام 1992 على الأقل، عما وصلنا إليه في هذا المرحلة.
وليلة الميلاد 2020، أمنيتنا الثالثة أن نجعل من الإنتاج هدفا. إذ ليس المطلوب في ليلة ولادة المخلص أن نندب وضعنا وننعاه، بل أن نخلص أنفسنا ووطننا، بالعمل لتحويل أزمتنا الموروثة إلى فرصة للمستقبل، وهذا هو حبل النجاة الواحيد.
تقول الترنيمة، ليلة الميلاد يمحى البغض وتزهر الأرض.
ليت ميلاد 2020، يمحي ضغائن بعض اللبنانيين تجاه بعضهم الآخر، كي تزهر أرض لبنان من جديد.