كتار عم يقولو الليلة: الله لا يردك يا 2020، وعم يعدو الساعات حتى تخلص هالسنة يللي بيعتبروها الأسوأ بتاريخ لبنان.
الأسوأ، لأنو خسرنا فيها 200 شهيد من آباءنا وأماتنا وإخوتنا وأخواتنا وأطفالنا وأصحابنا، بسبب إنفجار حرك العالم، بس ما هز ضمير بعض المسؤولين اللبنانيين، يللي كل همن حتى اللحظة، إنو يعرقلو التحقيق ويخفو الحقيقة.
الأسوأ، لأنو فقدنا فيها قيمة مصرياتنا، يللي تعبنا سنين حتى نجمعها، قبل ما يصير يللي صار، كنتيجة حتمية لسياسات خاطئة عمرها سنين، ولسرقات وقحة بتأكد يوميا للبنانيين إنو بلدن فعلا منهوب ومش مكسور.
الأسوأ، لأنو بعض السياسيين اللبنانيين، بدل ما يتعظوا من هول الكوارث، ويعجلو بتشكيل حكومة فاعلة بتطلق مسار الخروج من الأزمة، وبتجذب الدعم الدولي، بعدن لليوم، عم يجربوا يستثمروا معاناة الناس حتى يفرضوا واقع سياسي جديد، بيسترجع السطوة يللي خسروها على حقوق غيرن، والاعتداء السابق على المساواة بين اللبنانيين، مهما كان انتماءن الطائفي والمذهبي.
الأسوأ، لأنو صرنا نخاف من بعض، وبطلنا قادرين نفرح أو حتى نزعل سوا، وفقدنا أحباء كتير بسبب وباء حاصر الناس بالموت والألم، وما وفر كبير أو زغير من شرو.
الأسوأ، لأنو بعض اللبنانيين بعد ما تعلمو: بالصحة، إنو يتبعو الإجراءات الوقائية بلا زعبرة وتذاكي، وبالسياسة، إنو التبعية للخارج ولا مرة كانت نتيجتها لمصلحة لبنان، أو حتى لمصلحتن الشخصية، إنما سببت ضرر جماعي، من وقت تأسيس لبنان الكبير يللي احتفلنا السنة بغصة بمية سنة على تأسيسو، لإيام الحرب، لزمن الوصاية، وصولا لمرحلة تعدد الوصايات وتضاربها يللي عم نعيشو اليوم.
ليش هالسنة هيي الأسوأ؟ اللايحة طويلة، ولكن نفسنا اللبناني المقاوم لكل صعوبة، ويللي بيقدر دايما إنو يحول كل أزمة لفرصة، حتى كيف ما زتونا نجي واقفين، لازم يكون أطول.
فعلى المستوى الصحي، ومع إنو أرقام الإصابات مرعبة، من بعد ما سجلت بالساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها 3507 إصابات جديدة بكورونا، علما إنو هالرقم مرشح لإرتفاع جنوني اذا ما انتبهنا الليلة وبكرا، الأمل صار موجود مع الاستعداد لتوفير اللقاح بالشكل المناسب اعتبارا من شباط الجايي.
أما سياسيا، ومع إنو الضو بعد ما بين بنهاية النفق، إلا إنو الترقب واضح للتحول المنتظر بالمشهد الخارجي إعتبارا من 20 كانون الثاني، على أمل إنو يرخي بظلال إيجابية، ولو بالحد الأدنى على الواقع الإقليمي والمحلي.
وبهالإطار، مش صحيح أبدا إنو لبنان إلى زوال… المشاكل كتيرة، نعم. ولكن، مش كل شي سلبي، ومش كلن يعني كلن، وإرادة الصمود والحل موجودة.
وهالإرادة بالذات، عبرت عن نفسها السنة بتضامن اللبنانيين مع بعضن بعد إنفجار المرفأ. وهالإرادة أيضا، قدرت إنو تتخطى كل المطبات، لتفرض على الطبقة السياسية إنو تلتزم بإجراء التدقيق الجنائي من بعد ما حاول جزء كبير منها إنو يميع الموضوع، وهالارادة أيضا وأيضا، رح تمنع ضياع الحقيقة بجريمة إنفجار المرفأ.
الليلة، نحنا وعم نودع السنة الأسوأ، حبينا إنو كلمتنا تكون من القلب للقلب. سوا منصلي على نية يللي راحو، وسوا منعبر عن أملنا ببكرا، وسوا منقول: إذا بأول مية سنة ما تعلمنا، ما بعمرنا رح نتعلم. انشالله ال2021 بتكون أفضل من ال2020، وكل سنة وإنتو ولبنان بألف خير.