أمام هول الأوضاع، نحن أمام احتمالين: إما أن نستسلم لليأس ونهزم، أو أن نضع هدفا وحيدا نصب أعيننا هو النجاح، فننجح.
هذا الكلام ليس من باب الشعر ولا النثر، ولا يدخل في إطار رفع المعنويات من دون أرضية صلبة، بل هو بكل بساطة توصيف دقيق للواقع الذي وصلنا إليه بفعل الفيروس القاتل، وبفضل بعض اللبنانيين القتلة، الذين واظبوا على الاستهتار والاستخفاف والاستهزاء بإجراءات الوقاية الشخصية، والتدابير الوقائية الرسمية، حتى حلَّت الكارثة.
فلنعد إلى الاحتمالين، منطلقين من أننا في قلب المأساة. فهل قرارنا هو الإستسلام لليأس، الذي تدفعنا إليه دفعا تغريدات بعض السياسيين وتصريحاتهم، في ما يفهمون أو ما لا يفهمون، تضاف إليها ثرثرات مواقع التواصل التي تضفي جوا من القنوط، جراء الانجرار خلف الشائعات واحدة تلو الأخرى، ومن دون أن يكبد ناشرها نفسه عناء البحث عن الحقيقة قبل التعميم؟.
هل نقبل على أنفسنا أن نهزم، لا أمام الفيروس القاتل، بل أمام أنفسنا قبل كل شيء؟، على هذا السؤال لا مفر من جواب واحد: طبعا لن نقبل، لن نستسلم، لن نيأس، لن ننهزم، وفي النهاية ستنقشع الغيمة السوداء، وسيحين موعد ربيع الحياة من جديد. المرحلة صعبة؟ نعم. لا بل صعبة جدا. الأخطاء ارتكبت؟ نعم، بل الخطايا.
غير ان الخروج من النفق الطويل ممكن، وتصحيح الأخطاء الكبيرة وارد، فالنجاح هو المصير الحتمي إذا ثابرنا على القيام بما هو صحيح، في المكان الصحيح،…ومن يجرؤ على تحدي الاستسلام، ينتصر.