IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 20/01/2021

“إنه يوم جديد في أميركا”. هكذا اختصر الرئيس جو بايدن المشهد الجديد في بلاده، في وقت يأمل العالم أجميع في أن يحل يوم جديد فيه أيضا، يصبح بعده أكثر توازنا وعدلا.

حقا، “إنه يوم جديد في أميركا”، ولكن: متى اليوم الجديد في لبنان؟

متى اليوم الجديد الذي تفتح فيه صفحة جديدة بين جميع اللبنانيين، فيتوقف تبادل الاتهامات، وتستعاد الثقة، ولو في حدها الأدنى، ويبدأ العمل الجدي لإخراج الوطن من المأزق الذي يتخبط فيه جراء ثلاثين عاما من الأخطاء؟

متى اليوم الجديد الذي يكرس فيه الميثاق ويطبق الدستور وتحترم الصلاحيات والمواقع، بدءا برئاسة الجمهورية، ومن دون أي استثناء؟

متى اليوم الجديد الذي تشكل فيه حكومة تحقق عدالة التمثيل بين الطوائف والمذاهب، كما تنص المادة الخامسة والتسعين من الدستور، ومن دون أن يعني ذلك تناقضا حتميا مع مبدأ الاختصاص والكفاءة؟

متى اليوم الجديد الذي تصبح فيه الانتخابات الرئاسية والنيابية وتشكيل الحكومات اللبنانية عمليات طبيعية لا قيصرية، طالما الأمر ممكن اذا طبق مبدأ وحدة المعايير، وصار تقديس الديمقراطية ببعديها الميثاقي والعددي أمرا لا يحتمل التأويل.

صحيح أن للمرة الأولى منذ مئة وتسعة وخمسين عاما، لم يشارك رئيس سابق في تنصيب الرئيس الجديد في الولايات المتحدة، لكن في لبنان، المرة الوحيدة التي حصل فيها التسلم والتسليم بوجود السلف والخلف معا منذ نصف قرن كان في العام 1998 بين الرئيسين اميل لحود والياس الهراوي، على رغم أن العملية برمتها يومها كانت مشوبة بعيب الوصاية.

فبعد التسلم والتسليم بين الرئيسين سليمان فرنجية وشارل حلو، حالت ظروف الحرب التي اندلعت عام 1975 والانتخاب المبكر للرئيس الياس سركيس دون اتمام العملية انسيابيا بعدها… كما حال استشهاد الرئيس بشير الجميل دون تسلمه الرئاسة من سركيس، أو تسليمها لأمين، ثم أتى الشغور الرئاسي بين عامي 1988 و1990، وبينهما اغتيال الرئيس رينيه معوض وبداية العهد السوري دون تسلم وتسليم، وصولا إلى الظروف التي رافقت بداية ونهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، ثم بداية عهد الرئيس ميشال عون.

وفي انتظار اليوم الجديد في السياسة اللبنانية، اقفال جديد اللبنانيون على موعد معه غدا، لكن القرار الحاسم ينتظر اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، في وقت سجل عداد كورونا للساعات الاربع والعشرين الماضية 4332 اصابة جديدة في موازاة ارفاع اضافي في نسبية الوفيات لتسجل هذه المرة أربعة وستين حالة.