في انتظار بلورة الصورة الدولية والإقليمية المؤثرة في الوضع اللبناني، بعد دخول جو بايدن الى البيت الابيض، الدعوة مكررة الى رئيس الحكومة المكلف الى إدراك الإنعكاسات السلبية لعدم الإقدام على تشكيل الحكومة، بالتزام الجميع قواعد الميثاق والدستور.
وفي الموازاة يتواصل برج بابل السياسي اللبناني على وقع التدني المؤسف في مستوى الخطاب لدى البعض، سواء بتكرار الحديث عن عمر رئيس الجمهورية، بما ينافي قواعد الأخلاق، أو بمحاولة دق الإسفين بين الجيش اللبناني ومن إنبثق من رحمه.
ولا عجب من برج بابل السياسي هذا، طالما جرأة السير الى العدالة في جميع ملفات الفساد مفقودة، تماما كالسرعة في بت بالدعاوى الموثقة المرفوعة لدى القضاء من أجل استعادة الأموال المنهوبة والموهوبة استنسابيا، ماأادى الى حرمان اللبنانيين من قسم كبير من ودائعهم، وإحداث فجوة في حسابات المصرف المركزي، لا بد أن يكشف التدقيق الجنائي أسبابها، كما شدد “التيار الوطني الحر” في بيان مجلسه السياسي اليوم.
ومن علامات برج بابل السياسي اليوم أيضا، السجال المتواصل بين حزبي القوات والكتائب، حيث لفت في هذا الإطار ما ورد اليوم في كلام النائب عماد واكيم، الذي جاء في معرض هجوم لاذع على “حزب الله” والوطن والعائلة ما يلي:
“يعرف الشعب اللبناني تمام المعرفة بأن قاعدة “القوات اللبنانية” كانت الجزء الأكبر والأساسي في التحركات الشعبية إبان انتفاضة 17 تشرين، وفي اللحظة التي خرجت فيها هذه القواعد من الشارع، عادت الأمور إلى طبيعتها”.
وعلى هذه النقطة بالتحديد، علقت أوساط متابعة عبر الأو تيفي، بالإشارة الى أن ما أورده النائب واكيم “يؤكد المؤكد، ويقدم دليلا إضافيا الى ان ما كانت تتهم به “القوات” لناحية سرقة الثورة الصادقة، وتحويلها قطعا للطرق واستهدافا حصريا لرئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” ورئيسه، لم يكن من صنع الخيال”. وسألت الاوساط عينها عبر الاوتيفي: “هل يحق للقوات بعد اليوم أن تعترض إذا ألقى الناس باللوم عليها لأنها بدل أن تساعد قبل 17 تشرين على لجم التدهور الذي يدفع ثمنه الشعب اللبناني بأسره اليوم، إنما لم توفر وسيلة إلا ولجأت إليها لتسريع الانهيار، وجعل وقعه أكثر قسوة على الناس عينهم، الذين تدعي اليوم الحرص على حقوقهم”، ختمت الأوساط تعليقها.
وتبقى أولا، لا أخيرا، معركة الحياة او الموت مع الفيروس القاتل، والتي منها نبدأ النشرة.