IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 24/01/2021

ماذا ينتظر معرقلو تأليف الحكومة اليوم؟.

خارجيا، قيل سابقا إنهم ينتظرون نتائج الإنتخابات الأميركية، ثم قيل إنهم يترقبون تسلم الرئيس الأميركي الجديد، واليوم يقال إنهم ينتظرون عودة الحرارة إلى خطوط التواصل الأميركية مع إيران، وعودة الروح إلى المبادرة الفرنسية بعد تواصل بين واشنطن وباريس، قد يفضي أيضا الى ضوء أخضر سعودي.

أما داخليا، فبعد تسليمهم العلني ل “حزب الله” وحركة “أمل” بشيعية وزارة المال، وإثر تفاهمهم الضمني مع الإشتراكي على حصر التمثيل الدرزي بوزير واحد جنبلاطي الهوى، هل يتوقعون أن يذعن رئيس الجمهورية لما يمس بالميثاق والدستور؟.

هل يتوقعون أن يقبل رئيس الدولة بانتهاك الفقرة “ياء” من مقدمة الدستور التي تنص على أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك؟. هل يتوقعون أن يوافق رئيس البلاد، المكلف دستوريا بالسهر على احترام الدستور وفق المادة التاسعة والاربعين، على انتهاك المادة الثالثة والخمسين التي تجزم بأن رئيس الجمهورية يصدر مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة، والمادة الخامسة والتسعين التي تشدد على تمثيل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الوزارة؟.

أم تراهم ينتظرون أن يقبل رئيس الجمهورية بتفريغ مبدأ حكومة الإختصاصيين من مضمونه، من خلال وزراء يعينون إختصاصيين في السياسة الخارجية والزراعة معا، والشؤون الاجتماعية والبيئة معا، والتنمية الادارية والشباب والرياضة معا،…وهكذا دواليك؟.

أم أنهم يتوقعون أن يسلم لهم رئيس الجمهورية، بمن يمثل على المستوى الشعبي، وما يمثل من نضال تاريخي من أجل الحرية والسيادة والاستقلال أولا، وفي سبيل الشراكة والتوازن والميثاق ثانيا،أن يسلم لهم بكل شيء تحت وطأة الضغوط الإقتصادية والمالية والمعيشية، التي يعتبرها اللبنانيين في غالبيتهم، نتيجة مباشرة للنهج المستمر للفريق السياسي الذي يمثلونه هم، أي المعرقلون إياهم؟.

طبعا، هؤلاء لا يتوقعون ذلك، فهم يعرفون رئيس البلاد جيدا. فماذا ينتظرون إذا؟، هكذا يسأل اللبنانيون كل يوم، وهكذا سأل البطريرك الراعي اليوم: “ألا يخافون الله والناس ومحكمة الضمير والتاريخ؟”، هل من عاقل يصدق أن الخلاف هو في تفسير مادة من الدستور واضحة وضوح الشمس؟.

أيها المسؤولون، قال البطريرك الماروني: الدستور وضع للتطبيق لا للسجال، وليكون مصدر إتفاق لا مصدر خلاف. أمام التحديات المصيرية، ترخص التضحيات الشكلية، ويكفي أن تكون النية سليمة. وفي كل حال، المبادرة في هذا الإتجاه ترفع من شأن صاحبها في نظر الناس والعامة، وتدل على روح المسؤولية.

في انتظار التجاوب مع مناشدة رأس الكنيسة، لا إذعان في شؤون الميثاق والدستور، تماما كما لا خضوع في معركة الحياة والموت مع الفيروس القاتل، التي نبدأ من تفاصيلها نشرة الاخبار.