على وقع تبادل الاتهامات حول الأحداث المؤسفة في طرابلس، تمضي أيام اللبنانيين بطيئة في انتظار تطور خارجي حاسم، يرخي بظله الإيجابي، لا السلبي هذه المرة، على الوضع السياسي الداخلي، بدءا بتشكيل حكومة جديدة بناء على الميثاق والدستور ووحدة المعايير.
وفي غضون ذلك، انصب الاهتمام المحلي اليوم في اتجاهين:
الأول قضائي، عبر ادعاء النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في ملف الدولار المدعوم على حاكم مصرف لبنان ورئيسة لجنة الرقابة على المصارف، بجرم اساءة الامانة والإهمال الوظيفي. كما ادعت على صاحب شركة استيراد الدولار من الخارج واحد الصرافين بجرم مخالفة قرار إداري، وأحالتهم مع الملف على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان القاضي نقولا منصور لاستجوابهم.
أما الثاني فسياسي، من خلال بيان لرئيس التيار الوطني الحر، اعتبر فيه أن الإجراء القضائي السويسري في قضية حاكم مصرف لبنان يشكل سابقة على المستوى اللبناني تؤسس لمثيلات لها على مستوى الدول التي تستضيف مصارفها حسابات تتلقى تحويلات لبنانية. وذكر رئيس التيار بأنه سبق وطلب، من موقعه الوزاري السابق والنيابي الحالي، مباشرة وغير مباشرة، خطيا وشفهيا، من مسؤولين دوليين، اوروبيين واميركيين وأمميين، مساعدة لبنان على كشف التحويلات المشبوهة للأموال الى الخارج واعادتها له، وأضاف أن على الحكومة اللبنانية ان تتحرك دبلوماسيا وان تكلف محاميا او مكتب محاماة متخصصا بهذه القضايا، يقوم بالبحث داخليا وخارجيا عن هذه الأموال ويطالب بها باسم الدولة، كما عليها اطلاق العمل بعقد التدقيق الجنائي بعدما ازيلت الحجج التي وضعت لعدم السير به، فهو يشكل مرتكز المبادرة الفرنسية ويفترض بالقوى السياسية ان تتبناه من دون التباس مع اقلاع الرافضين عن محاولات تعطيله. ورأى رئيس التيار بأن من المنتظر من مجلس النواب اقرار اقتراحات القوانين التي تقدم بها تكتل لبنان القوي والمتعلقة بضبط التحويلات الى الخارج واستعادة الأموال المحولة استنسابيا بعد السابع عشر من تشرين والكشف الالزامي للأموال والأملاك العائدة للقائمين بخدمة عامة من سياسيين وموظفين، الى جانب انشاء المحكمة الخاصة بالجرائم المالية. وختم رئيس التيار قائلا: على القضاء اللبناني ان يواكب القضاء السويسري، لا أن يقف موقف المتفرج والمتلقي، ان لم نقل المتهرب، لأن المحاسبة ستطال المقصرين منه والفضيحة ستلاحق المتورطين.
هذه ساعة الحقيقة وهنا ساحة المعركة، شدد رئيس التيار، اما تحريك الشارع المعروف الانتماء والتمويل، فإن اصابع بعض المنسقين ومسؤولي بعض الأجهزة السابقين والحاليين واضحة فيه، وتحريكه لن يحمي منظومتكم السياسية والمالية ولن يحيد انظارنا عن فسادها وسنبقى نلاحقكم كلكم، بتصميم وواقعية معا، حتى تعيدوا ما سطت عليه ايديكم، ختم رئيس التيار.
أما في موضوع كورونا، فالأهم اليوم إطلاق منصة التسجيل لتلقي اللقاح، وهو ما سنتوقف معه مفصلا في سياق النشرة.