لا تزال أصداء الرسائل اللبنانية للبابا فرنسيس خلال اللقاء السنوي في الفاتيكان بأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، تتردد في الأوساط اللبنانية، أو تلك المعنية بوضع لبنان.
فليس تفصيلا أن تكون الفقرة المخصصة للأزمة اللبنانية هي الأطول في الكلمة البابوية، تماما كالتركيز بهذا الشكل على الموضوع المسيحي في لبنان، من دون أي ذكر لعنواني الحياد أو التدويل، ومع التحذير من أن إضعاف الوجود المسيحي من شأنه أن يتسبب بفقدان التوازن الداخلي، واهتزاز الواقع اللبناني نفسه.
وليس تفصيلا أيضا، ما جاء في كلام البابا حول الهوية اللبنانية الفريدة المعرضة للفقدان، تماما كالتحذير من أن خطر إفلاس لبنان قد تنتج عنه انحرافات أصولية خطيرة، ما يحتم الإسراع في عملية إنعاش الإقتصاد وإعادة الإعمار.
وفي غضون ذلك، توزعت الأنظار السياسية في لبنان اليوم بين اتجاهين: الاول، زيارة وزير الخارجية القطرية للبنان، سواء لناحية ما استفسر عنه في الموضوع الحكومي، أو ما أعلنه عن عدم الدعوة الى مؤتمر دوحة ثان في هذه المرحلة. أما الاتجاه الثاني، فالحركة الخارجية لرئيس الحكومة المكلف، والكلام حول زيارة غير معلنة له لباريس، للبحث في الملف الحكومي.
وفي هذا الإطار، لفتت مصادر صحافية من باريس “للأوتيفي” إلى أن هناك تعتيما على زيارة سعد الحريري للعاصمة الفرنسية، حيث أن دوائر الإليزيه لم تؤكد ولم تنف حصول لقاء مع الرئيس ايمانويل ماكرون، ولم تزود أي صحافي في فرنسا بأي معلومة.…كما طلبت من الصحافيين المعتمدين في قصر الإليزيه، عدم الحديث في الإعلام عن لقاء بين الحريري وماكرون.
غير أن المصادر عينها رأت أن التعتيم قد يكون مقصودا، حيث أن فرنسا تعتبر أن ليس من مصلحتها الإعلان عن استقبال الحريري كرئيس حكومة مكلف، لا بصفة رئيس حكومة، معربة عن حرصها في ذلك على التأكيد أنها على مسافة واحدة من الجميع.
وفي كل الاحوال، وبغض النظر عن النوايا والضعوط والخلفيات، تبقى ثلاثية الميثاق والدستور والمعايير الواحدة، مدخلا وحيدا للتشكيل على أرض لبنان.
وفي غضون ذلك، وعلى صعيد معركة الحياة او الموت مع فيروس الموت، يبدأ العد التنازلي لوصول اللقاحات الى لبنان، في وقت لا يزال لبنان يودع كباره يوما بعد يوم، بفعل الفيروس القاتل، الذي خطف اليوم الممثل القدير ميشال تابت، الذي نستهل معه نشرة الأخبار.