IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأربعاء في 2021/02/17

قال أحدهم اليوم: “لو كان هناك مكان وفاء وأخلاق وقيم، لأقام الرئيس عون تمثالا للرئيس الحريري، لأنه هو من أوصله الى رئاسة الجمهورية”.

وعلى هذا “الأحد” نجيب: “مشكور كل من صوت للرئيس عون في 31 تشرين الأول 2016، لكن من أوصل الرئيس عون إلى بعبدا في الأساس هو الشعب الذي منحه صفة تمثيلية غير مسبوقة في تاريخ لبنان ومسيحييه تحديدا، منذ عام 1989، وكرسها انتخابيا عام 2005، ثم جددها له عام 2009، ولتياره عام 2018. ولو كان هناك مكان وفاء وأخلاق وقيم أصلا، لوجب انتخابه رئيسا منذ عام 2007، حتى لا نعود إلى الماضي البعيد، عوض التسبب بالشغور الرئاسي اكثر من مرة، للمجيء برؤساء لا يمثلون الناس، في كسر واضح للميثاق، واعتداء صارخ على على روح الدستور، ثم “تربيح الجميلة” بوقف العد.

أما بعد، فبعد طول انتظار، اثلجت العاصفة “جويس” جبال لبنان، وبعض السواحل بالبياض، فوجد اللبنانيون متنفسا، على رغم الإقفال، أقله بالنظر، على أمل أن يثلج السياسيون قلوبهم بحكومة، تنفس الاحتقان السياسي، شرط ان تكون قادرة على العمل… وشرط القدرة على العمل، ألا تشكل على زغل، وأن ينطلق تأليفها من احترام الميثاق وتطبيق الدستور واعتماد المعايير الموحدة التي تساوي بين القوى الممثلة للبنانيين، لا أن يؤتى بأسماء من جهات معينة، مقابل رفض مجرد التواصل مع جهات أخرى.

هذا في المقدمة. اما صلب الموضوع، فتعنت مستمر ممن أخذ على نفسه عاتق العودة بعقارب الشراكة سنوات الى الوراء، باسم طبقة سياسية كاملة تتلطى خلف المطالب الاقتصادية والكارثة المالية والهموم المعيشية، لمحاولة التصدي لمن يرفع شعار التدقيق الجنائي منذ سنوات، معريا بذلك جميع من سرق اللبنانيين منذ ثلاثين عاما على الاقل، فجعل من لبنان وطنا منهوبا لا مكسورا، وفق التعبير الشهير للرئيس ميشال عون.

وفي صلب الموضوع ايضا، معرفة السبب الذي يحول حتى الآن دون زيارة رئيس الحكومة المكلف للسعودية، وماذا عن الموقف من مشاركة حزب الله في الحكومة، كطرف سياسي يمثل شريحة وازنة من اللبنانيين، وله كتلة برلمانية اساسية، انتخبها الشعب كما انتخب سواها، على اساس قانون صحح التمثيل الشعبي لمختلف المكونات للمرة الاولى منذ الطائف.

وفي صلب الموضوع ايضا وايضا، التأكيد أن من دمر الاقتصاد وغطى الفساد منذ عقود، لا يمكن أن ينجح ابدا في تصوير نفسه منقذا وحيدا مما جنته يدا فريقه السياسي في حق لبنان واللبنانيين، تماما كما فشل من سعى ويسعى الى ركوب الموجة الشعبية عبر النأي بنفسه زورا عن الطبقة السياسية، في تسويق صورته المستحدثة امام الرأي العام اللبناني المسيس والمتابع وصاحب الذاكرة القوية جدا، لا الضعيفة كما حاولوا ايهامه منذ سنين.

أما في الخلاصة، فدعوة متجددة الى صفحة جديدة بيضاء، يكتب عليها اللبنانيون جميعا سطور وحدة وطنية وتعاون وتعاضد للخروج من الازمة، فماذا ينفع اي طرف لبناني اذا ربح العالم كله، وخسر ثقة شعبه وابناء وطنه؟

كثيرون سيقولون كما رددوا سابقا: انتم تحلمون. أما نحن اللبنانيون فنجيب: كل انجاز اوله حلم. ومن حقنا ان نحلم بإنقاذ الوطن، وأن نعمل لتحقيقه… وبداية النشرة من اخبار العاصفة ثم الملف الحكومي.