مجددا، قال رئيس “التيار الوطني الحر” كلمته اليوم، و”جبران كلمتو كلمة”، وفق مؤيدي “التيار” والحالة العونية عامة، الذين عبروا عن موقفهم بوضوح كما في كل مرة من خلال آلاف التغريدات والتعليقات على مواقع التواصل.
أما سائر اللبنانيين، فتوزعوا بين فئتين: فئة أولى، ضمت الذين لا سمعوا ولا فهموا. وهؤلاء إما مواطنون منتمون سياسيا، وهذا حق لهم، او بعض الإعلاميين والناشطين الآخرين الذين تمنعهم أجندات سياسية معروفة من الإطلاع على الموقف الآخر بانفتاح، ومن دون أفكار مسبقة، تضع شريحة سياسية لبنانية كبيرة تلقائيا في قفص الإتهام، لا بل تصدر حكمها المبرم عليها وعلى الشخص الذي يتحدث باسمها، مع الرفض التام لمنحهما حتى الحق المشروع في الدفاع عن النفس.
أما الفئة الثانية، فضمت الذين سمعوا وفهموا، فوصلتهم الرسالة جيدا، ولذلك جاءت ردودهم خالية ليس فقط من المنطق، بل حتى من السياسة، فركزت على الشخصنة، او الإجتزاء، او التفسير المزور للمقاصد والمرامي على جري العادة.
ومن هنا، يمكن مثلا تفهم خلو بيان “تيار المستقبل” من أي رد على الوقائع، وتركيز آخرين على كلمة زائدة من هنا وعبارة ناقصة من هناك وفق رأيهم، من دون الإجابة على الجوهر.
والجوهر اليوم أننا “كتيار وطني حر”، أعلن جبران باسيل، لدينا مبادرة هي التالية مقابل منح الثقة: أولا رفع عدد الوزراء من 18 الى 20، ليس لنأخذ وزيرا مسيحيا إضافيا للرئيس، فنحن نقبل أن يعطى للمردة.ثانيا، بالنسبة للحقائب، عدالة وتوازن في التوزيع. ثالثا، بالنسبة للتسمية، مبدأ واحد يطبق على الجميع. واذا كان رئيس الحكومة المكلف يطرح الإتفاق على أسماء وزراء مسيحيين، على قاعدة وزير ملك، فلا مانع، لكن فليطبق ذلك على وزراء مسلمين أيضا.
غير أن أساس االمبادرة التيارية اليوم يكمن بالآتي: أعطونا الإصلاح وخذوا الحكومة،… “بس ما بدنا لا وعود ولا ضمانات. بدنا الدفع سلف. شروطنا سهلة وبتتحقق بأسبوع واحد قبل تأليف الحكومة، إذا في إرادة سياسية:
أولا، إقرار قانون الكابيتول كونترول. ثانيا، إقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة والمحولة. ثالثا، إقرار قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة،…وكل هذه الاقتراحات موجودة في مجلس النواب ومدروسة، وإذا وجد القرار السياسي، يمكن إقرارها بجلسة واحدة”. وإضافة الى ذلك، تابع رئيس “التيار”، “نريد خلال نفس الأسبوع، أن يعطى أمر المباشرة بالتدقيق الجنائي في مصرف لبنان من دون اي توقف او عودة للوراء، ومع تشكيل الحكومة تنطلق بالتوازي عملية التدقيق بكل الوزارات والإدارات والمجالس.
هيدا الشغل الجد… جاوبونا!، بهذه الكلمات تحدى باسيل الجميع، والجميع في انتظار الجواب الجدي. الجواب السياسي لا الشخصي،…جواب الحجج والبراهين، لا جواب الكذب والشتائم والأحقاد واللالا لاند.