Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 2021/04/02

كم من عبرة في عظة الأباتي نعمة الله الهاشم اليوم. فخلال ترؤسه رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس، ربط الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية بين حدث الصلب، وواقعنا الحالي، هنا والآن، كما قال.

فأول ما يستوقفنا على الجلجلة أمام الصليب هو مشهد انتصار الشر، ونشعر أننا في زمان سيء، وتصل إلى آذاننا، آتية من الأمس من بستان الزيتون، ترددات الكلمات التي قالها يسوع للآتين إليه من الأحبار وقادة حراس الهيكل والشيوخ: “ألص أنا فتخرجوا علي بسيوف وعصي؟”، ويضيف الأباتي الهاشم: “بدل الصمت أمام هول الواقعة وعظمتها، وبدل السكوت الواجب على العاقل في زمن السوء، تطرق مسامعنا وشوشات وأقوال خدام الشر وأدواته والمتواطئين معه، أو بأفضل الأحوال، الجهلة الذين لا يدرون أن بإمكان الشر استعمال تصاريحهم في زمنه لصالحه ضد مصالحهم. ويفتتح يهوذا، أحد التلاميذ، حفل النشاز، فينطق خيانة، مدفوعا بوسوسة مباشرة من الشيطان الذي أغواه بوهج الفضة”.

وأردف الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية: “التلاميذ الآخرون الخائفون، يتبعهم الأحبار والرؤساء وشيوخ الشعب، أي المسؤولون الدينيون والمدنيون، فينطقون تآمرا وخبثا، مدفوعين بظاهر دفاعهم عن دينهم وخوفهم على الشعب، وبباطن خوفهم على مواقعهم وامتيازاتهم ومن الشعب. وينضم بيلاطس، ممثل السلطة الخارجية، إلى قافلة الثرثارين، مفاوضا الجميع: يسوع والرؤساء والأحبار والشيوخ والشعب، فينطق لامسؤولية وانتهازية واسترضاء للشعب بالصحيح سياسيا، غاسلا يديه من واجبه بإحقاق الحق وحماية العدل. أما الشعب، الشعب الذي من أجل خلاصه تجسد يسوع، وجال بينه مبشرا بالسلام والمحبة والخلاص، هذا الشعب شده الحنين إلى أسياده القدماء، إلى مستغليه ومستعبديه، فصاح سطحية وسبابا وسفاهة وشماتة وعقوقية، مدافعا عن المجرم وظالما البريء”.

وتابع الهاشم: “ما يزيد يقيننا أننا نعيش في زمن سوء، هو نوعية الكلام والثرثرات التي نسمعها حولنا: نسمع في الداخل، كما في الخارج، أصوات كذب وخبث وتآمر وظلم وزور وبهتان ولامسؤولية واسترضاء، أو كلام استغلال وانتهازية وتحريض، أو كلام استعطاف وغسل أيدي ولامبالاة. وحتى الشعب الذي ظهر بجزء منه مسيرا، جاء أكثر كلامه شتاما، سطحيا وغير هادف. لكننا هنا أيضا نرى وسط الصخب والضجيج بعض الشجعان يعملون بصمت، نرى بعض المسؤولين المدنيين وغيرهم في مختلف القطاعات، يعملون بعصامية، محافظين على القواعد والمبادئ بالرغم من كل شيء”.

فهل من له أذنان سامعتان، كي يسمع رسالة الأباتي الهاشم، التي منها نبدأ النشرة؟.