IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”OTV” المسائية ليوم السبت في 22/05/2021

هنا منطق دولة، وهناك لا منطق ولا دولة.

هنا كلام هادئ وهادف، كلام متماسك ميثاقيا ودستوريا ووطنيا وعمليا، وهناك… كلمات انفعالية مفككة متناثرة، لا رابط بينها سوى التخبط، واللاهدف، والنية المستمرة والواضحة والمكشوفة بعدم تشكيل حكومة، ولا تحرير التأليف من الاحتجاز والخطف.

هنا كلمة لرجل دولة يريد حكومة، وهناك شيء آخر لا مفهوم ولا مبرر ولا مقنع، إلا لمن لا يريد تشكيل حكومة ولا انتشال الدولة من لجة الغرق، التي دفعتها اليها دفعا خطايا السنوات الثلاثين الماضية.

وأمام هذين المشهدين المتناقضين في عناوين كثيرة، فيما اللقاء كان ولا يزال ممكنا إذا صحح المسار، ملاحظات خمس:

الملاحظة الأولى، أن رئيس “تكتل لبنان القوي” النائب جبران باسيل عرض للواقع وازال كل العقبات، ووضع خارطة حلول منها للتأليف ومنها لتصحيح الدستور والنظام، كما توجه بدعوة للحوار.

الملاحظة الثانية، أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بدا وكأنه كان ينتظر كلمة نارية من باسيل، فحضر كلمته على هذا الأساس، ولم يعد قادرا على تعديلها بما يتماشى مع مقتضيات الجلسة، ولم تكن مقاربته لما طرح على قدر المسؤولية التي تتطلبها المرحلة.

الملاحظة الثالثة، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة، طلب التواصل مع باسيل، عسى أن يكون ذلك مؤشر خير للمستقبل.

الملاحظة الرابعة، أن الموقف الميثاقي المسيحي داخل الجلسة أثبت مرة جديدة فاعليته وجدواه، بغض النظر عن الخلاف السياسي المستحكم والمنافسة المشروعة بين “التيار الوطني الحر” و “القوات اللبنانية”، وهو ما يشكل استمراره عند المحطات المفصلية، ولو بلا تنسيق او حتى تواصل، ضمانة معينة لإحباط مساعي إعادة عقارب ساعة الشراكة الى الوراء.

أما الملاحظة الخامسة، فإن منطق المؤسسات يبقى الملاذ الأخير لفض أي نزاع، ومن هنا وجوب معالجة الثغرات الدستورية التي تقفل آفاق الحلول في محطات كثيرة، بدل فتحها كما هي الحال في غالبية دساتير العالم.

وفي كل الاحوال، إذا كان لا بد من خلاصة لهذا اليوم، فلعل تغريدة المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطوان قسطنطين أبرز ما يستخلص العبر، حيث اعتبر أن “رئيس الجمهورية لا يحتاج لبراءة ذمة، فالهروب الى الأمام لا ينفع والسلبية نهج هدام”. وأضاف: “كنا اعتقدنا أنك اكتسبت الخبرة واتعظت بعد فشل، وتمرست بالحكم في دولة تقوم على الميثاق والدستور، وانتظرنا طرحا إيجابيا، فإذا بنا للأسف أمام رئيس حكومة مكلف، لكنه بألف عقدة مكبل”.