عهد الرئيس العماد ميشال عون في بعبدا عمره بالكاد خمس سنوات. أما عهدهم بالفساد والتبعية فعمره من عمر المنظومة المتحكمة بالبلاد منذ ثلاثين عاما، ولما تزل، حتى لا نعود الى زمن “اللي تنذكر وما تنعاد”.
عهدهم، من انجازاته التاريخية حشو الدولة بالأزلام، وتغطية كل الموبقات التي ارتكبت في حق المال العام، وحرصهم على الفاسدين والمفسدين، تشهد له مواقع التواصل يوميا بالصوت والصورة، “فنحن الآن بحاجة لكل الناس”، واذا أقلنا فلانا من منصبه “بيصير الدولار بعشرة آلاف”.
عهدهم، تعطيل لكل المشاريع وأولها الكهرباء، بشعارات واهية مضمونها فارغ إلا من النكد والحصص والجميع يعرفون.
عهدهم، وحدة وشراكة وميثاق وعيش مشترك بالقول،…أما الفعل فاستهداف دائم للفقرة “ياء” من مقدمة الدستور والمادة 95 في كل مواقع الدولة، وصولا الى الفئة الرابعة وما دون.
عهدهم، تفريط بالثروات وتغطية مستمرة للسياسات المالية والنقدية الخاطئة، ولغياب الموازنات او إقرارها بلا قطع حساب وبلا حسيب او رقيب، وصولا الى هاجس بات يوميا لديهم هو “التدقيق الجنائي” فضلا عن سائر توجهات الاصلاح.
عهدهم، قضاء مشلول لا يصل الى النهاية في غالب الاحيان، ولو بقضية فساد واحدة، واذا أوقفت تشكيلات على شاكلة الشلل المزمن منعا له، رفعوا شعار الحرص المزيف على العدالة.
عهدهم، عهد كل العهود ما بعد الطائف،…عهد رؤساء جمهورية بلا تمثيل شعبي، وحكومات غير متوازنة وقوانين انتخاب مفصلة على قياس المصالح، لا صحة التمثيل.
عهدهم، صلاحيات منقوصة يمتعضون من استخدام حتى ما تبقى منها ودور منتهك، هالهم أن يعود.
بالأمس، سقط القناع وفاض السم وانقشعت الرؤية… لكن في كل الاحوال، الكلام المسيء لا طائل منه غير أنه يفضح مكنونات مطلقيه. أما شخصنة النزاع السياسي كما يسعى البعض بلا كلل ولا ملل، فلا انجرار اليها بأي شكل من الأشكال لأن المواجهة هي مع منظومة، لا مع أشخاص او قوى سياسية او مكونات.
أما تفاصيل المواقف السياسية فمتروكة للأيام المقبلة، بدءا بالكلمة المنتظرة لرئيس “التيار الوطني الحر” التي أصبح موعدها الثانية عشرة من ظهر الغد. فإليها ستتجه الأنظار وحولها ستبنى المواقف، وبناء عليها سترسم التوجهات.