IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 2021/07/26

حتى قبل التكليف، بدأت تلفيقات التأليف.

هذا يقول: باسيل طلب وميقاتي رفض. وذاك يرد: ميقاتي طلب وباسيل رفض… وهكذا دواليك، فيما حقيقة الموضوع أن لا باسيل طلب ولا ميقاتي رفض، ولا العكس، بل كل ما في الأمر أن هناك آلية دستورية ينبغي احترامها، ونية واضحة لدى الجميع بتشكيل حكومة قادرة على انتشال البلاد من مستنقع السنوات الثلاثين الماضية.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها ال أو.تي.في. من مصدر معني بعملية التشكيل، أن العملية التي تتكون من ثلاث مراحل هي التكليف ثم التأليف فالثقة، سيتم التعامل مع كل مرحلة من مراحلها على حدة، وفق ما تمليه الطروحات التي ستشكف، والتوجهات التي ستخرج إلى العلن.

فمقاربة عملية التكليف بحسب المصدر المذكور، تمت انطلاقا من التجارب السابقة غير المشجعة، والتي لا تتناسب مع المهمات الاصلاحية الطارئة المطلوبة راهنا.

أما عملية التأليف، فمقاربتها لا يمكن ان تنطلق، بغض النظر عن شخص رئيس الحكومة المكلف، إلا من ثلاثية الدستور والميثاق والمعايير الموحدة بين الجميع، وهذا أقل المنطق والإيمان.

غير أن الأساس في ظل الأزمة الراهنة يتمحور في المرحلة الثالثة من عملية التشكيل اي ثقة مجلس النواب، التي لنا تمنح إلا بناء على مشروع محدد لتنفيذ الإصلاحات والانطلاق في المفاوضات اللازمة للإنقاذ.

وفي هذا السياق، تؤكد معلومات ال أو.تي.في. أن التيار الوطني الحر الذي لم يسم الرئيس نجيب ميقاتي، والذي اتخذ قرارا نهائيا وحاسما بعدم المشاركة في الحكومة، مستعد لمقاربة موضوع الثقة بإيجابية، بناء على مضمون البيان الوزاري والخطوط العريضة لسياسة الحكومة الجديدة، التي سيعمل ما بوسعه لتسهيل ولادتها، تماما كما فعل مع الرئيس سعد الحريري، الذي تعامل بسلبية مع كل تسهيل.

وموضوع الثقة الذي شكل إشكالية في زمن تكليف الحريري لأن الأخير الذي نأى بنفسه عن التواصل مع التكتل الأكبر في مجلس النواب، والممثل الأول للمكون المسيحي، استفز شريحة واسعة ووازنة من المجتمع اللبناني، وهو ما الحال مع الرئيس المكلف الجديد.

في الخلاصة، اليوم أنجزت استشارات التكليف، وغدا تنجز استشارات التكليف الرسمية، فيما المشاورات قائمة قبل التكليف وستستمر إلى ما بعد استشارات الغد، بروح منفتحة ومتعاونة، فهل ينجح ميقاتي حيث فشل الحريري، لاسيما بعد تأكيده اليوم أنه حصل على ضمانات دولية قبل الإقدام؟ أم تعود البلاد إلى دوامة الوقت الضائع من جديد؟

الأمل كبير فلا تخيبوه مجددا بلعبة الشروط وبدع الدستور وأحلام العودة بالميثاق سنوات إلى الوراء. ولعل المفارقة الابرز اليوم ان بعض من سمى ميقاتي يريد له الفشل، فيما بعض الذين لم يسموه يريدون له النجاح.