IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الخميس في 29/07/2021

إذا كانت كارثة حرائق الطبيعة قضت هذه المرة على مساحات شاسعة خضراء في محافظتي عكار وبعلبك-الهرمل، فكوارث حرائق السياسة تقضي في كل مرة على مساحات أوسع من الأمل في الانتقال بالبلاد من مرحلة سيئة إلى أخرى أفضل… فهل تشذ المحاولة الراهنة لتشكيل الحكومة على التجارب السابقة التي يحفل بها تاريخ لبنان، أقله منذ عام 2005 إلى اليوم؟

فبعد الانسحاب السوري من لبنان في تلك السنة، أمل كثيرون بحكومة على صورة لبنان الجديد، لكن الواقع حمل إليهم حكومة شبيهة بحكومات عهد الاحتلال او الوصاية، مع اضافة وزيرين اثنين فقط لكل من حزبي الكتائب والقوات.

وبعد اتفاق الدوحة عام 2008، أمل كثيرون بأداء مختلف، في إطار من الوحدة الوطنية والتعاون للنهوض بالبلاد، فإذ بنهج التعطيل والتفخيخ يصبح سيد الموقف، على وقع حصار وزاري ونكد سياسي اعترف بهما أصحابهما لاحقا، لكن بعد عرقلة المشاريع ومنها الكهرباء، وتراهم اليوم ينوحون ويندبون على الدين العام والأزمة الراهنة.

أما بعد انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، فمنن كثيرون النفس بنهج حكومي جديد يعكس التحولات السياسية، لتأتي النتيجة عكسية، بفعل تغليب المصالح الخاصة والنكايات الشخصية على كل ما يصب في الصالح العام.

أما اليوم، وبعد كل الذي جرى، نعم هناك نافذة أمل. نافذة تبدأ باحترام الشراكة الدستورية، ولا يجب أن تنتهي إلا بتشكيل حكومة تراعي الدستور والميثاق ووحدة المعايير.

التكليف تم قبل ثلاثة أيام، ويأتي اليوم من يروج لسلبيات غير موجودة، وخلافات غير قائمة، فقط لأن النقاش مستمر بروح من الانفتاح والتعاون والاحترام المتبادل.

وفي المعلومات التي حصلت عليها ال أو.تي.في. من مصادر موثوقة أن الايجابيات تفوق السلبيات بكثير، وأن البحث تقدم كثيرا، وتحديد الموعد المقبل لزيارة رئيس الحكومة المكلف لقصر بعبدا الاثنين المقبل يصب في هذا الاطار، وليس العكس، كما حاول البعض التصوير منذ تسريبات الصباح.

وفي المحصلة وفق المصادر الموثوقة نفسها: لا تفاؤل ولا تشاؤم بل واقعية وجدية وأخذ وعطاء بلا استفزاز وبنية الحل لا ضرب الحل. أما بالنسبة الى الاسماء، فلم يتطرق البحث جديا إليها بعد، وكل التسريبات المرتبطة بهذا الشأن لا تمت إلى أي حقيقة بصلة.

وفي كل الأحوال، إن الاثنين المقبل لناظره قريب.