IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الاثنين في 16 آب 2021

بين حفلة استغلال الدم التي تجددت أمس على خلفية انفجار عكار، والتشكيل الوشيك المأمول للحكومة، جردة شاملة أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم أمام زواره، أشار في مستهلها إلى أن لبنان لم يشهد مثيلا للأزمة التي يعيشها اليوم إلا في العام 1916، مذكرا بأنها ليست أزمة ظرفية بل تعود الى التسعينات، حيث أدت السياسات المتبعة إلى إفقار البلد والاعتماد على اقتصاد ريعي ضاعف من ديونه وضاءل من فرص العمل فيه.

وإذ لفت الرئيس عون إلى مساهمة عدد من الظروف في اشتداد هذه الازمة، بدءا من ارتفاع الدين الإجمالي، مرورا بالحرب السورية وتداعيات أزمة النزوح على لبنان، ووصولا الى العجز في الميزان التجاري، توقف عند مساهمة الإضرابات التي شملت المناطق في اطار الحراك المدني في تعطيل التجارة والصناعة والإنتاج، لتأتي تداعيات جائحة كورونا على الوضع العام، ثم مأساة انفجار مرفأ بيروت، مرورا بوضع الفيتو على استخراج النفط وأزمة المصارف، لتفاقم من حجم الموضوع.

وفي المقابل، استرجع رئيس الجمهورية بدايات عهده الرئاسي، الذي استهل بالعمل والسعي الى تحقيق الإنجازات من خلال قوانين تلزيم واستخراج النفط، مرورا بحملة تطهير الأرض من الإرهابيين والخلايا النائمة، ووصولا الى إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الجديد، وليس انتهاء بموضوع الفساد، وهو وليد الذهنية المافياوية كما أثبتت الوقائع على مر العصور.

الرئيس عون الذي شدد على سعيه الشخصي إلى إجراء التدقيق الجنائي، نبه من أنه كلما اقترب الأمر من التحقيق كلما زادت الضغوط لمنعه، مكررا عزمه على مواصلة محاربة الفساد، وقائلا: لن يهزني أحد إن في موقعي أو في حرصي على مواصلة ما بدأته في هذا الإطار.

وردا على الدعوات التي اطلقها البعض لاستقالته أمس، رد الرئيس عون جازما بالقول: لن استقيل وسأقوم بواجباتي حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا على ان يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق.

أما في موضوع تشكيل الحكومة، فشدد على أن رئيس الجمهورية رغم ما خسره من صلاحيات يبقى شريكا في تأليف الحكومة مع رئيس الحكومة المكلف، وله ان يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية، آملا في أن يتم التوصل قريبا الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، الذي سيسمح بالمباشرة بالإصلاحات البنيوية والمفاوضات مع صندوق النقد والبنك الدولي لإعادة بناء لبنان وتنظيمه إداريا وسياسيا وعلى مختلف الصعد، بعدما بات منذ سنوات طويلة أشبه بالغابة.

وختم الرئيس عون جردته الشاملة برسالة أمل إلى اللبنانيين أكد فيها أن نضاله مستمر رغم كل الصعاب والمواجهات وحملات التضليل والشائعات التي تسعى الى حرف الأنظار عن الحقيقة.