بهدلة.. كلمة واحدة تختصر كل ما جناه اللبنانيون بفعل السنوات الثلاثين الماضية التي باعهم فيها السياسيون الكثير من الكلام، بحيث دفعوا ثمنه باهظا في صناديق الاقتراع، أصواتا لتجار المواقف السياسية، ليتبين في المحصلة أنهم لم يشتروا إلا الإفلاس.
إفلاس في السيادة، إفلاس في السياسة، إفلاس في الاقتصاد، إفلاس في المال، إفلاس في الشؤون الصحية والتربوية والبيئية وسائر الملفات المعيشية، والأهم إفلاس في الأخلاق، في الدولة التي أرسى قواعدها هؤلاء على عهد الوصاية، واستمروا يقاومون كل محاولات الإصلاح عاما بعد عام منذ تطورات سنة 2005، وأحداث عام 2019، بمجالسهم النيابية المتتالية وحكوماتهم المتعاقبة، ناجحين إلى حد كبير في لعبة الغش التي يمارسونها بإتقان على الرأي العام، حماية لأنفسهم من غضب الناس، عبر إيهامهم بأن الجميع متساوون في الحرص على الوطن وفي محاربة الفساد، فيما العكس هو الصحيح.
ولعل آخر مظاهر الغش الممارس على اللبنانيين، هو النواح الذي مورس أمس في مواجهة رسالة رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب، الذي امتنع عن إنقاذ اللبنانيين في الجلسة التي خصصت لمناقشة الرسالة الرئيسية، من جريمة قطع المحروقات والكهرباء والدواء، فقط نكاية بشخص ميشال عون، ونكدا ب”التيار الوطني الحر”.
والجهات نفسها التي أحجمت أمس، أقدمت اليوم على الإيعاز إلى وزارة المالية والمصرف المركزي بإيجاد حل، ولو مؤقت، للمشكلة التي تم افتعالها بقرار رفع الدعم المفاجئ وغير المنسق. أمس كانت الذريعة الحفاظ على أموال اللبنانيين، أما اليوم، “فشو صار لتوفر الدولار”؟. مهما تكن الذرائع والتبريرات، الخلاصة واحدة: “عن جد… بهدلة”.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، إشارة الى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوجه رسالة في تمام الثامنة من هذه الليلة الى اللبنانيين، تنقلها ال”أو.تي.في” مباشرة على الهواء.