IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الخميس في 26/08/2021

انشالله خير!

كلمتان اختصر بهما رئيس الحكومة المكلف حصيلة المشاورات في ملف تشكيل الحكومة، ويرددهما معه جميع اللبنانيين، على أمل ولادة قريبة لحكومة قادرة على مواجهة التحديات.
لكن، الى جانب “انشالله خير”، أكثر من انشالله اخرى يأمل فيها اللبنانيون:

“انشالله دستور وميثاق ومعايير واحدة”، لتحظى الحكومة المقبلة بالتفاف وطني ضروري لمقارعة الأزمة.

“انشالله خطة واضحة للخروج من الأزمة”، حتى لا يضيع مزيد من الوقت ونتكبد مزيدا من الخسائر.

“انشالله ارادة اصلاح”، حتى لا يبقى الامر شعارا خاليا من أي مضمون.

“انشالله تدقيق جنائي”، حتى لا يضطر سمير جعجع مستقبلا الى توجيه أسئلته مجددا في الاتجاه الخطأ، كما فعل اليوم، عندما سأل رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال اين اصبح التدقيق الجنائي، وفاته ان يسأل رئيس المجلس النيابي ووزير المال وحاكم مصرف لبنان وسائر المعنيين بالموضوع.

“انشالله قضاء”، حتى تتمكن التحقيقات في الملفات المالية من بلوغ خواتيمها العادلة بلا تمييع، وحتى تصل العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت الى بر الامان.

“انشالله امن”، حتى لا تتكرر الاحداث المؤسفة المتنقلة بين المناطق، كتلك التي شهدتها الساعات الاخيرة بين فنيدق وعكار العتيقة، أو التي سبقتها في خلدة، وقبلها الشراونة، وقبل كل ذلك في عدد كبير من المناطق على مساحة الوطن.

“انشالله اخلاق”، حتى لا يضطر مرضى السرطان وغيرهم الى الاعتصام طلبا للدواء، فيما المحتكرون يسرحون ويمرحون، ويختبئون من المحاسبة بذرائع واهية، والاهم حتى لا يضطر رؤساء بعض الاحزاب كسامي الجميل مثلا الى ادخال هذا الموضوع الانساني المحق في سياق تغريداتهم السياسية وربما حملاتهم الانتخابية المبكرة.

“انشالله ضمير”، حتى لا يحرق اللبنانيون ساعات من حياتهم على طوابير المحروقات، فيما كبار القوم من زاعمي العفة السياسية والفارين من وجه العدالة، يخزنون ملايين الليترات لبيعها على السعر الاعلى، ربما على سبيل “الفاند رايزينغ”، فيما كانوا في الماضي يلفقون الاتهامات لخصومهم في السياسة تحت شعار المازوت الاحمر او سواه. وللمناسبة، فقد اعلنت قيادة الجيش اليوم في بيان أن دورية من مديرية المخابرات ضبطت أمس هنغارا في منطقة زحلة يعود للمواطن ا.ص. يحتوي خزانا مموها بداخله 54 ألف ليتر من المازوت وصهريج غاز سعة 12 طنا، وقد تمت مصادرة المضبوطات بناء على إشارة النيابة العامة التمييزية.

في النتيجة، فلنردد جميعا مع الرئيس المكلف اليوم “انشالله خير”، عسى ان تترجم مقولة “تفاءلوا بالخير تجدوه” هذه المرة على ارض الواقع، وتنتقل من القول الى الفعل.