بين ظهر الجمعة 5 تشرين الأول 2018، وظهر الإثنين 8 تشرين الأول 2018، اثنتان وسبعون ساعة، كانت كفيلة بفضح خمس مغالطات، ملأت أيامنا لأشهر وأسابيع، واحتلت مساحات واسعة من التصريحات والتعليقات والتغريدات، وساعات البث:
المغالطة الأولى، فضحها المؤتمر الصحافي للوزير جبران باسيل الجمعة، حيث بدا من رد الفعل السلبي للقوات اللبنانية، المختلف الى حد التناقض مع الموقف الجنبلاطي المستجد، ان ما قيل حقق الهدف، انطلاقا من مبدأ “المسلة التي تنعر”، وفق المثل اللبناني الشهير.
المغالطة الثانية، فضحتها النائبة بوليت ياغوبيان، التي خاطبت في مقابلتها التلفزيونية أمس، الإعلامية بولا يعقوبيان، معاتبة إياها لأنها يوم صورت لقاءها الشهير مع الرئيس سعد الحريري في السعودية، عادت لتنفي خبر احتجازه، وتعتبر أن الوضع كان طبيعيا، قبل ان تبدل رأيها امس، فتؤكد نبأ الاحتجاز، وتلفت إلى أن الوضع لم يكن على طبيعته.
المغالطة الثالثة، على علاقة بالكهرباء، وفضحها اليوم لقاء عقد في وزارة الطاقة. فبعد معزوفة البواخر، التي اعتبرها البعض عنوان فساد، لا بل عنوان الفساد الأوحد في الدولة، قيل الكثير عن عرض مغر قدمته شركة سيمنز لحل أزمة الكهرباء، وفوته لبنان ممثلا بوزارة الطاقة، ليتبين اثر استقبال الوزير سيزار ابي خليل لوفد من الشركة اليوم ان الامر عار من الصحة.
المغالطة الرابعة، ان علاقات لبنان بدول الخليج العربي، ولا سيما بالكويت ليست على ما يرام. وهذا بالتحديد ما ثبت عكسه اليوم، جراء الحفاوة المعهودة التي استقبل بها وزير الخارجية ممثلا رئيس الجمهورية من جانب امير الكويت بالذات، والمواقف التي صدرت، قبل انتقاله الى الاردن.
المغالطة الرابعة، ان ارادة نقل التوتر السياسي تصعيدا على الارض، وفق ما صبت اليه جهة معروفة في الفرزل والبقاع الاوسط، حققت نجاحا منقطع النظير. واذ بالمعلومات العسكرية التي تؤكد عدم حدوث اطلاق نار كما اورد بيان حزبي امس، الى جانب اللقاء الذي عقد اليوم في مكتب المحافظ كمال ابو جودة لإيجاد حل حبي، يثبتان ان عكس المبتغى الحزبي هو الصحيح.