الانتخابات النيابية في موعدها من دون الدخول في سجالات قد تطيح الاستحقاق، اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والسير الى الامام بالتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت وصولا إلى العدالة.
هذه هي العناوين الثلاثة الاساسية التي تختصر المشهد اللبناني هذه الايام، في وقت تشهد البلاد حركة موفدين اقليميين ودوليين، يؤمل أن تصب في خدمة لبنان والخروج بأسرع وقت ممكن من الازمة.
ففي موضوع الانتخابات النيابية، يبدو ألا مفر من اجراء الاستحقاق في موعده وعلى اساس القانون النافذ، من دون تعديلات جوهرية قد يهدد الدخول في نقاش حولها الاستحقاق بكامله، أو على الاقل، قد يفرغ مضمون التفاهم الوطني الذي تحقق حول قانون الانتخاب عام 2017 من مضمونه، عبر ضرب أحد اركانه الثلاثة: النسبية والصوت التفضيلي وانتخاب المغتربين. مع الاشارة الى الطرح الذي تقدمت به الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حول الكوتا النسائية، والذي سنتوقف عنده مفصلا في مستهل النشرة.
اما على خط المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فالظاهر ان طريقها سالكة، في وقت توقف رئيس الجمهورية اليوم عند تشكيل فريق العمل الوزاري الذي سيتولى التفاوض، لافتا إلى ان خطة التعافي المالية والاقتصادية والاجتماعية والمصرفية ستعرض فور إنجازها على مجلس الوزراء لاعتمادها، ومشيرا الى ضرورة تزامن درس هذه الخطة مع تنفيذ خطة الكهرباء وتطوير مرفأ بيروت وتنفيذ التدقيق المالي الجنائي. وفي سياق متصل بالوضع المالي، أكد رئيس الحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي اليوم ان هناك دراسات وعملا يوميا حول كيفية إعادة الودائع لأصحابها، معلنا أنه عندما تكتمل الصورة سيطلع مجلس الوزراء على الخطة.
وفيما يبقى موضوع العدالة في قضية انفجار المرفأ قضية مفصلية تضع السياسيين المعنيين والقضاء المسؤول عن الملف تحت المجهر، برز في الساعات الاخيرة اعتذار المسؤول الكتائبي شارل سابا من وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، بعدما اطل في مرحلة سابقة عبر برنامج تلفزيوني وساق في حقها اتهامات ثبت أنها باطلة، اذ بنيت على معطيات خاطئة بإقراره الشخصي في سياق اعتذاره… وهذا ما يعطي فكرة واضحة، وفق جهات معنية بالملف، عن الكم الهائل من الكذب والدجل الذي يضخ يوميا في التداول السياسي والاعلامي، والذي يسعى من خلاله البعض الى تشويه سمعة “الاوادم والانقياء”، وخلط الحابل بالنابل في اذهان الناس التواقين الى حقيقة لا يعمل البعض الا لطمسها واخفائها بكل الوسائل غير المشروعة المتاحة.