فرصة جديدة ضائعة.
هكذا ستكون الانتخابات النيابية المقبلة، فيما لو أبقاها الناخبون مجرد مناسبة سياسية تعيد انتاج الطبقة الفاسدة في مختلف الطوائف والمذاهب والقوى السياسية، ولو مع تعديلات طفيفة.
وهكذا ستكون ايضا، اذا نجح المتجذرون في السلطة منذ عقود، في تكريس انفسهم ناطقين نيابيين باسم طموحات اللبنانيين الذين تحركوا اعتبارا من السابع عشر من تشرين الاول 2019، رفضا للواقع السيء، الناتج عن حكم هؤلاء بالذات.
وهكذا ستكون ايضا، اذا نجحت الذئاب السياسية الكاسرة، المقبلة من كل حدب وصوب، في تحويلها منصة للانقضاض على فريسة يحومون حولها بوحشية وكراهية وحقد، بعدما نجحت في اعادة تكريس الميثاق، وفي فرض نفسها صوتا تغييريا وإصلاحيا في مواجهة اكثرية سياسية فعلية او عميقة، هي القابضة في الجوهر على مصير البلاد.
فبغض النظر عما جرى اليوم في جلسة اللجان المشتركة، من مواقف صادقة لبعض النواب والكتل من جهة، ومن مسرحيات هزلية لنواب وكتل من اتجاهات اخرى في المقابل، تبقى المسؤولية الاولى والاخيرة في الاستحقاق النيابي المقبل، سواء جرى في آذار او ايار، وبغض النظر عن “تطنيش”غالبية الكتل على مطلبي الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة او البيومترية وغير ذلك من الاصلاحات… المسؤولية تلك ملقاة على عاتق الناخب. فإذا اقدم تمكن، واذا تلكأ فشل… فهل سيقدم هذه المرة؟ وهل سيكون صوته مسموعا على مساحة الوطن، وسط كل طائفة ومذاهب، وفي جميع المناطق، وصولا إلى بلدان الانتشار؟ أم سيقتصر الحراك السياسي على حملات في اتجاه واحد، ستكمالا لما بدأ بوضوح قبل سنتين؟
هذا هو السؤال الكبير في الاشهر القليلة المقبلة، علما أنه سؤال لا يزال حتى اللحظة بعيدا اولويات الناس، المشغولين باليوميات المعيشية على اختلافها.