في انتظار اتضاح الصورة اكثر على مستوى العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج، بعد الازمة التي اثارتها المقابلة التي سجلت مع وزير الاعلام قبل التوزير، وفي ضوء المساعي التي تبذل على غير صعيد، اختصر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم الموقف اللبناني من التطورات الاخيرة بتجديد حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبب بأزمة بين البلدين لا سيما وان مثل هذا الأمر تكرر أكثر من مرة.
واعتبر الرئيس عون ان من الضروري ان يكون التواصل بين البلدين في المستوى الذي يطمح اليه لبنان في علاقاته مع المملكة ومع سائر دول الخليج. وكان رئيس الجمهورية تابع نهارا المداولات التي طرحت خلال الاجتماع الذي عقد في وزارة الخارجية لخلية الأزمة التي انشأها ليل أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد التشاور مع رئيس الجمهورية، لمعالجة تداعيات موقف المملكة العربية السعودية الأخير.
وفي غضون ذلك، وفي سياق آخر، صار السؤال عن مصير الانتخابات النيابية المقبلة اكثر الحاحا، اذ في مقابل تشديد جميع الافرقاء على تمسكهم بإجرائها في موعدها، جاءت التطورات الاخيرة لترخي بظلال من الشك حول الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بالوضع اللبناني، لتضاف الى التلاعب المقصود والمتمادي من بعض القوى السياسية بقانون الانتخاب، وصولا الى الاعتداء المفضوح على صلاحية ميثاقية لرئاسة الجمهورية، علما ان ابقاء القانون على حاله كان كفيلا بإتمام العملية الديمقراطية من دون عوائق تذكر.
واليوم، تجدد السجال بين التيار الوطني الحر وحركة امل على خلفية العناوين السياسية المطروحة داخليا، وقد جدد التيار رفضه المطلق للمقايضة غير الأخلاقية التي يستميت في سبيلها ثنائي تواطؤ الطيونة، وفق ما جاء في بيان لهيئته السياسية، مؤكدا أن استكمال التحقيق العدلي في إنفجار المرفأ حتمي بعيدا من أي استنسابية أو تسييس، تماما كما جلاء الحقيقة في مجزرة الطيونة بما يؤدي الى محاسبة مسببيها ومرتكبيها على حد سواء.
اما رد حركة امل فلم يتأخر، حيث أكدت في بيان أنها لن ترد على ما سمته سخافة طرح المقايضة، متوجهة الى التيار بالقول: تعرفون أنكم تكذبون على انفسكم والناس في محاولة لاثارة الفتنة وتحريف الوقائع ولن تنجحوا، ودائما وفق بيان حركة امل. وقبل العودة الى ملف ازمة العلاقات اللبنانية مع السعودية ودول الخليج، بداية النشرة من الخطر الداهم على انتخابات 2022.