Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “otv” المسائية ليوم الأحد في 21/10/2018

3 مشاهد محلية واقليمية ودولية يجدر التوقف عندها في الاسبوع المنصرم. المشهد الداخلي حكومي- سياسي بامتياز. بعدما “وصلت اللقمة للتم”، عادت وسحبت ووضعت في براد الانتظار بانتظار الافراج عن القرار.

التشكيلة اهتزت لكن الحكومة لم تقع. من المبالغة وغير المنطقي القول ان الحكومة ذهبت الى غير رجعة، ومن غير الواقعي القول ان الحكومة غدا. الاستعانة بالسيدة فيروز ليس خطأ، وعلى التشكيل العتيد تنطبق اغنيتها: مهما تأخر جايي.

وان بعد العسر يسرا. فالأيام المقبلة متروكة للتفاوض الذي ضاقت هوامشه وتقلصت فجواته بالرغم من الكلام الكبير حول عودة الامور الى الصفر وتحت الصفر والعصر الجليدي. الإشكالية الحاصلة بين حقيبتي العدل والاشغال قد تجد حلا وسطيا لها بالعمل، والعمل على التهدئة بصب الماء على المواقف الحامية وليس بصب الزيت على نار العنتريات الفارغة والقلوب المليانة.

عنصر جديد دخل على الخط وأسقط على المعادلة ليس سهوا او عفو الخاطر، لكن بهدف تطبيق المثل: اما ظلم في السوية وعدل في الرعية فيقع الغرم على سنة المعارضة كما على غيرهم في المعسكرات المتقابلة، او من ساواك بنفسه ما ظلمك فيصيبهم الغنم كما ينعم غيرهم في الكتل والاحزاب.

بقي “حزب الله” مراقبا لصيقا للتطورات ومتابعا دقيقا للمشاورات. ظن البعض ان المواقف الايجابية والرسائل العقلانية بينه وبين “المستقبل” ستطلق يد رئيس الحكومة في تشكيلة “سادة” من “المستقبل”، فكان كلام السيد نصرالله منذ ايام عن ضرورة اضافة كرزة سنة 8 آذار على قالب حلوى الحكومة مؤشرا على ان الود المستجد مع الحريري لا يفسد الود المستبد بالعلاقة مع السنة الخارجين عن العباءة الحريرية.

اذا الايام المقبلة تنتظر ان يضيف الرئيس المكلف ملف سنة 8 آذار الى اجندة مشاوراته ولو عن بعد، بعدما استشعر موقف “حزب الله” الجدي في المسألة. وسيكون على الرئيس المكلف ان يخوض مرة جديدة مفاوضات لفك عقدتي الاشغال والعدل بين “القوات” و”التيار” وبين “التيار” و”المردة” رغم ان “القوات” التي تقف على مشارف مرحلة جديدة من علاقتها مع المردة لا تريد ان تكون وزارة الاشغال نقطة خلاف مع “المردة”، ومن الطبيعي ان تركز على العدل ولاحقا ربما على العمل.

في المشهد الاقليمي سيناريو جديد حول مقتل جمال الخاشقجي، ورواية تثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام والدهشة. آخر الروايات: دخل الخاشقجي القنصلية. بانتظاره جمهور غفير وحشد من المعجبين داخل القنصلية وهم من المخابرات. حاولوا اقناعه- كلهم- بعدم الارتماء في احضان من يضمر الشر للمملكة، وكان الاستجواب بأرقى معايير التهذيب وأرفع مقاييس الإحترام، وآخر ما توصل اليه علم الاستنطاق واستخراج المعلومات من أساليب تقوم على الضم والعناق وإشعار المستجوب بالراحة والطمأنينة والحب. ومع ذلك لم يقتنع الخاشقجي، رفع صوته، أصيب ال18 جميعهم بالذعر من صوته العالي وضعوا يدهم على فمه كي لا ينزعج الجيران او رواد المقاهي في المنطقة ربما. اختنق. مات. انتهت الرواية. الأسف يعم الأوساط السعودية على هذه النهاية غير المنتظرة للخاشقجي.

المشهد الثالث هو المجتمع الدولي وحفلة التفجع والندب واللطم وتمزيق الثياب وتعفير الوجوه بالتراب حزنا على حقوق الانسان وحرية التعبير وفرسان الاعلام، بينما لم يرف له جفن على مئات الآلاف الضحايا في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين من عشرات السنين. الجيوب أغلى من الشعوب.