Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 1/9/2023

في عيده الثالث بعد المئة، لبنان الكبير لم يكن غلطة.

فتأسيس الوطن اللبناني بحدوده الحاضرة، كانت له مرتكزات تاريخية وجغرافية، وانطلق من مطالبات داخلية عبرت عنها الوفود المتتالية الى مؤتمر الصلح في فرساي.

اما المشككون في شرعية الكيان، فلهم في صموده لأكثر من قرن، في مواجهة ظروف متقلبة في المحيط والعالم، خير جواب.

غير ان الأهم من السجال حول الماضي، النقاش في الحاضر والمستقبل. فلبنان اليوم، مهدد اكثر من اي وقت مضى، بفعل اخطار تحاصره من كل حدب وصوب.

فالأطماع الإسرائيلية لا تعرف حدودا، لا في البر ولا في البحر ولا في الجو، واستهداف نموذج العيش المشترك فيه لا يعرف الكلل ولا الملل، مهما تبدل اللاعبون، وتغير العابثون.

وخطر الارهاب التكفيري، جمر تحت الرماد، في لبنان والمحيط، تماما كالنوايا السيئة تجاه السيادة من هذا او ذاك من المتربصين.

اما التوطين، فلم يكن يوما فزاعة في ملف اللاجئين، ولا هو اليوم وهما في قضية النازحين، ذلك أنه يهدد لبنان بانهيار وجودي، كما وصفه امس جبران باسيل، في موازاة الانهيار المالي الذي سببه الفساد، الذي يجاريه مشرعون، ويهرب منه قضاة، ودفع ثمنه شعب.

في عيده الثالث بعد المئة، لبنان الكبير لم يكن غلطة.

فالغلطة، هي الابقاء على حكامه السيئين، الذين يتوارثون الكراسي منذ عقود، سواء بالقبلية، او بسلاح الميليشيات او بالمال.

الغلطة هي في نظام سياسي لا يطور نفسه بنفسه، فيؤدي كل بضع سنوات الى ازمة في الحد الادنى، او حرب في الحد الاقصى، فيما الحل الجذري مرفوض.

الغلطة هي في انعدام الرؤية وغياب التخطيط، والاصرار المرضي على التخبط في الازمات وتفادي الحلول.

حلول، لا يزال البعض ينتظرها من حوار داخلي شكلي، او من جلسات رئاسية متتالية بلا افق، او حتى من مسلسل مبادرات خارجية، آخر حلقاته اليوم، وعشية زيارة جان ايف لودريان الثالثة للبنان، رد مباشر من وزير الخارجية الايرانية على اتهامات الرئيس ايمانويل ماكرون لإيران، بالقول: فليهتم بشؤونه الداخلية.