بين جبهة الجنوب التي توسعت امس في اتجاه جدرا الشوفية، على وقع تحدي بنيامين نتنياهو العالم بالاصرار على اقتحام رفح، وبين جبهة الدستور المخترَقة يوميا من الدويكا الحاكمة بانتهاكاتها، لبنان اسير الدوامة الاقليمية والداخلية، فيما يبدو ان الدوران في الحلْقة المفرغة مستمر الى امد غير منظور.
واليوم، جدد البطريرك مار بشاره بطرس الراعي رفع سقف المواجهة مع ضرب الميثاق والشراكة، حيث قال: كفى مخالفات للدستور، قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة، وكلّها مدانة ومرفوضة. وفي رسالة جديدة مباشرة الى نبيه بري، قال: ابدؤوا أوّلًا بانتخاب رئيس للدولة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات. وبما أنّه لا توجد سلطة غير الدستور توجب على المجلس النيابي رئيسًا ونوّابًا، انتخاب الرئيس، وبما أنهم يعطلون الدستور عمدًا، فإنّنا نتوجّه إلى ضميرهم الوطنيّ، رئيسًا وأعضاء، لعلّ وخز الضمير يستحثُّهم.
وفي المقابل، واصل نجيب ميقاتي الردود غير المباشرة على رأس الكنيسة المارونية وسائر المعترضين على اداء الدويكا، فاعتبر في بيان لمكتبه الاعلامي ان الحملات الاعلامية الممجوجة التي تُشن على رئيس الحكومة والحكومة تفتقد الى الصدقية والحُجة، وهدفها العراضات الاعلامية، بما يثبت ان البعض يفتش عن حيثية مستقلة، او ينصّب نفسه وصيّا وقيّما على عمل الوزراء والوزارات وعلى حقوق الطائفة التي ينتمي اليها.